ما الذي فعل بهم؟ وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية كانوا يسكنون بالأحقاف بين عمان وحضرموت، وقيل: اسم للقرية، أرسل الله تعالى إليهم هودًا، ﵊، فبلَّغهم الرسالة ولكنهم عتوًا وبغوا وقالوا: من أشد منا قوة.
﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ يعني: أصحاب الأبنية القوية.
﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ أي: لم يصنع مثلها في البلاد، لأنها قوية ومحكمة، وهذا هو الذي غرهم وقالوا: من أشد منا قوة؟
﴿وَثَمُودَ﴾ أي: وكذلك ثمود، وهم قوم صالح، ومساكنهم معروفة الآن.
﴿الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي﴾ أي: قطعوا الصخر ونحتوه، وذلك في وادي القرى الذي كانت تسكنه ثمود، وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها بيوتًا يسكنون فيها.
﴿وَفِرْعَوْنَ﴾ فرعون هو الذي أرسل الله إليه موسى ﵊ فكذب وطغى.
﴿ذِي الْأَوْتَادِ﴾ أي: ذي القوة التي يعذب الناس بها ويشدهم إليها.
﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ﴾ صفة لعاد وثمود وفرعون، والطغيان مجاوزة الحد.
﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ أي: بالكفر ومعاصي الله، والجور على عباد الله.
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ﴾ الصب يكون من فوق، والعذاب الذي أتى هؤلاء من فوق من عند الله ﷿، واستعمل لفظ الصب لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب.