Tafsir Al-Muntasir Al-Kattani
تفسير المنتصر الكتاني
اصناف
تفسير قوله تعالى: (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدًا)
قال تعالى: ﴿وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا﴾ [الكهف:٤].
فالإنذار بالسوء هنا في أعظم أنواع الكفر، وهو الشرك بالله، بزعم أن لله ولدا.
والذين قالوا ذلك هم العرب، قالوا: إن الملائكة بنات الله، وكذلك اليهود، حيث قالوا: عزير ابن الله، وكذلك النصارى حيث قالوا: عيسى ابن الله، ومريم صاحبته، تعالى الله عن كل هذا الإفك علوًا كبيرا.
قال تعالى: ﴿وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ﴾ [الكهف:٤ - ٥].
فليس لهم علم ولا دليل ولا برهان ولا حجة ولا سلطان من الله على أن لله ولدًا، فلم ينزل بذلك كتاب، ولم ير أحد هذا الولد، بل إنهم لم يتفقوا على هذا الولد، فقالوا: هو عزير، وقالوا: الملائكة، وقالوا: عيسى.
فمن قال: إن الله اتخذ ولدًا فقد قال كذبًا وبهتانًا على الله، ولم يأت بذلك برهان ولا دليل.
1 / 5