وكان النبيّ ﷺ يكتب في أوائل الكتب في أوّل الإسلام: [بسمك اللهمّ] حتى نزل ﴿بِسْمِ اللهِ مَجْراها﴾ (^١) فكتب [بسم الله].ثم نزل: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ﴾ (^٢) فكتب: [بسم الله الرّحمن].فنزل: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ (^٣) في سورة النّمل؛ فكتب حينئذ: [بسم الله الرحمن الرحيم] (^٤).
فإن قيل: لم قدّم اسم الله على الرّحمن؟ قيل: لأنه اسم لا ينبغي إلا لله ﷿. وقيل في تفسير قوله تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ (^٥) أي هل تعرف في السهل والجبل والبرّ والبحر والمشرق والمغرب أحدا اسمه الله غير الله؟ وقيل: هو اسمه الأعظم. وقدّم الرّحمن على الرّحيم؛ لأن الرحمن اسم خصّ به الله؛ والرحيم مشترك؛ يقال: رجل رحيم، ولا يقال: رجل رحمان. وقيل: الرّحمن أمدح؛ والرحيم أرأف.