150

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایڈیٹر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

ناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

٢٠٠٨ م

پبلشر کا مقام

إربد

اصناف

وسئل أبو الحسن علي بن عبد الرحيم: من أشكر الشاكرين؟ فقال: الطاهر من الذنوب يعدّ نفسه من المذنبين؛ والمجتهد بعد أداء الفرائض يعدّ نفسه من المقصّرين؛ والراضي من الدنيا بالقليل يعدّ نفسه من الراغبين؛ والقاطع بذكر الله دهره يعدّ نفسه من الغافلين؛ هذا أشكر الشاكرين.
وقوله ﷿: ﴿وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (٥٣) قال مجاهد والفرّاء: (هما شيء واحد يعني التّوراة؛ وما يفرّق به بين الحقّ والباطل).
وقد سمّى الله تعالى التوراة فرقانا في موضع آخر وهو قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً﴾ (^١)،وسمّى الله النّصرة يوم بدر على الكفار فرقانا كما قال:
﴿وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ﴾ (^٢) أراد به يوم بدر؛ وإنّما عطف الشيء على نفسه وكرّره؛ لأن العرب تكرّر الشيء إذا اختلف ألفاظه، قال عنترة (^٣):
حيّيت من ظلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم
وقال الكسائيّ: الفرقان: بعث الكتاب؛ يريد: ﴿(وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ)﴾.والفرقان: فرق بين الحلال والحرام؛ والكفر والإيمان؛ والوعد والوعيد، فزيدت الواو فيه كما تزاد في النعوت؛ من قولهم: فلان حسن وطويل. ودليل هذا التأويل: ﴿ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (^٤).
وقال قطرب: (أراد بالفرقان: القرآن).
وفي الآية إضمار معناه: وإذا آتينا موسى الكتاب ومحمّدا الفرقان. قوله تعالى:
﴿(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)﴾ أي بهذين الكتابين، وقال بعضهم: أراد بالفرقان انفراق البحر وهو من عظيم الآيات، يدلّ عليه قوله تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ﴾.

(^١) الأنبياء ٤٨/.
(^٢) الأنفال ٤١/.
(^٣) عنترة بن شدّاد العبسيّ: أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ومن شعراء الطبقة الأولى من أهل نجد، أمه حبشية، وكان من أحسن العرب شيمة، ومن أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، قتل سنة (٢٢) قبل الهجرة.
(^٤) الأنعام ١٥٤/.

1 / 167