113

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایڈیٹر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

ناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

٢٠٠٨ م

پبلشر کا مقام

إربد

اصناف

أعدائهم. وأمّا مخادعة أنفسهم فضرر ذلك عليهم. قال الله تعالى: ﴿وَما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ؛﴾ لأنّ وبال الخداع عائد إلى أنفسهم فكأنّهم في الحقيقة إنّما يخدعون أنفسهم (^١).
قوله تعالى: ﴿وَما يَشْعُرُونَ﴾ (٩)؛أي وما يعلمون أنه كذلك. والشعر:
هو العلم الدقيق الذي يكون حادثا من الفطنة؛ وهو من شعار القلب؛ ومنه سمي الشاعر شاعرا لفطنته لما يدقّ من المعنى والوزن، ومنه الشعر لدقّته. ويقال: ما شعرت به؛ أي ما علمت به. وليت شعري ما صنع فلان؛ أي ليت علمي.
واختلف القرّاء في قوله تعالى: ﴿(وَما يَخْدَعُونَ)﴾ فقرأ نافع؛ وابن كثير؛ وأبو عمرو: «(يخادعون)» بالألف. وقرأ الباقون: «(يخدعون)» بغير ألف على أشهر اللغتين وأفصحهما؛ واختاره أبو عبيد. ولا خلاف في الأول أنه بالألف.
قوله ﷿: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ؛﴾ أي شكّ ونفاق، وسمي النفاق مرضا لأنه يهلك صاحبه؛ ولأنه يضطرب في الدّين يوالي المؤمنين باللسان؛ والكفار بالقلب؛ فحاله كحال المريض الذي هو مضطرب بين الحياة والموت. وقيل: إنّ الشكّ؛ أي بالقول: ألم القلب، والمرض: ألم البدن. فسمّي الشكّ مرضا لما فيه من الهمّ والحزن. وقيل: سمي النفاق مرضا؛ لأنه يضعف الدّين واليقين كالمرض الذي يضعف البدن وينقص قواه؛ ولأنه يؤدّي إلى الهلاك بالعذاب كما أن المرض في البدن يؤدّي إلى الهلاك بالموت.
قوله تعالى: ﴿فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضًا؛﴾ أي شكّا ونفاقا وعذابا وهلاكا.
والفاء في ﴿(فَزادَهُمُ اللهُ)﴾ بمعنى المجازاة. وقيل: على وجه الدّعاء، ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ؛﴾ أي موجع يخلص وجعه إلى قلوبهم؛ وهو بمعنى مؤلم. قوله تعالى: ﴿بِما كانُوا يَكْذِبُونَ﴾ (١٠)؛قال بعضهم: الباء في (بما) صلة؛ أي لهم عذاب أليم بكذبهم وتكذيبهم الله ورسوله في السرّ؛ فيكون (ما) مصدرية؛ والأولى إعمال الحروف. و(ما) وجد لها مساغ؛ أي بالشّيء الذي يكذّبون.

(^١) النفس هنا: ذات الشيء وحقيقته، ولا تختصّ بالأجسام لقوله تعالى: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ [المائدة:١١٦].

1 / 130