ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الكافرون
[المائدة: 44] هؤلاء الآيات (مع ما) يعيبونا به من أعمالنا في قراءتهم، فادعهم، فليقرؤا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم، فجمعهم، وعرض عليهم القتل، أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك؟ دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا/ أسطوانة، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نرد عليكم، وقالت طائفة: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا، وقالت طائفة: ابنوا لنا دورا في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحرث البقول، فلا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من القبائل إلا (وله) حميم فيهم، ففعلوا ذلك، فأنزل الله (عز وجل) { [و]رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغآء رضوان الله/ فما رعوها حق رعايتها } [27] والآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان (الذين ) اقتدوا به، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم (إلا القليل)، انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وصاحب الدير من ديره، فآمنوا به وصدقوه، فقال الله عز وجل { يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته } [28]، أجرين بإيمانهم بعيسى (بن مريم) (وتصديقهم) بالتوراة والإنجيل، وبإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم، قال: { [و]يجعل (لكم) نورا تمشون به } [28] القرآن، واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال { لئلا يعلم أهل الكتاب } [29] الذين يتشبهون بكم { ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء والله ذو الفضل العظيم } [29].
[58 - سورة المجادلة]
[58.1]
590- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن/ عائشة، أنها قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها، فكان يخفي علي كلامها، فأنزل الله (عز وجل) { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ } الآية [1].
[58.8]
قوله: { وإذا جآءوك حيوك بما لم يحيك به الله } [8]
591- أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، قال: أخبرنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
" دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعليك " [فقالت عائشة: وعليك] السام وغضب الله (قال): فخرج اليهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة إن الله (تبارك وتعالى) لا يحب الفاحش المتفحش، قالت: يا رسول الله، أما تدري ما (قال)، قال: " وما قال؟ " قالت: قال السام عليك فهو (قوله) { وإذا جآءوك حيوك بما لم يحيك به الله } قال: فخرج اليهودي وهو يقول بينه وبين نفسه، فأنزل الله عز وجل { ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم [يصلونها] فبئس المصير } ".
592- أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
نامعلوم صفحہ