تفسير القرآن

سہل تستاری d. 283 AH
191

تفسير القرآن

تفسير القرآن

تحقیق کنندہ

محمد باسل عيون السود

ناشر

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

تفسیر
قال: فقعد يبكي من الفرح إلى الصباح وقال: إلهي مثلي يترك بلا عشاء بلا سراج، بأي يد كانت مني يا مولاي «١» . [سورة الفجر (٨٩): الآيات ٢٧ الى ٣٠] يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠) قوله تعالى: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [٢٧] قال: هذا خطاب لنفس الروح الذي به حياة نفس الطبع والمطمئنة المصدقة بثواب الله وعقابه. ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ [٢٨] بطريق الآخرة راضِيَةً [٢٨] عن الله بالله مَرْضِيَّةً [٢٨] عنها لسكونها إلى الله ﷿. فَادْخُلِي فِي عِبادِي [٢٩] أي في جملة أوليائي الذين هم عبادي حقًا وَادْخُلِي جَنَّتِي [٣٠] قال سهل: الجنة جنتان: أحدهما الجنة نفسها، والأخرى حياة بحياة وبقاء ببقاء. كما روي في الخبر: يقول الملائكة للمنفردين يوم القيامة: امضوا إلى منازلكم في الجنة، فيقولون: ما الجنة عندنا، وإنما انفردنا لمعنى منه إلينا، لا نريد سواه حياة طيبة. والله ﷾ أعلم. السورة التي يذكر فيها البلد [سورة البلد (٩٠): الآيات ١ الى ٤] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لاَ أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤) قوله تعالى: لاَ أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ [١] قال: يعني مكة. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ [٢] يعني يوم فتح مكة جعلناها لك حلالًا تقتل فيها من شئت من الكفار كما قال النبي ﷺ: «إنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار» «٢»، فأقسم الله تعالى بمكة لحلول نبيه فيها إعزازًا له وإذلالًا لأعدائه. وَوالِدٍ وَما وَلَدَ [٣] قال: الوالد: آدم، وما ولد: محمد ﷺ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ [٤] أي في مشقة وشدة. قال: الكبد الانتصاب، أي لقد خلقناه في بطن أنه منتصبًا. كما قال مجاهد: إن الولد يكون في بطن أمه منتصبًا كانتصاب الأم، وملك موكل به، إذا اضجعت الأم رفع رأسه، ولولا ذلك لغرق في الدم. [سورة البلد (٩٠): الآيات ١٠ الى ١١] وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) قوله تعالى: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [١٠] قال: بيّنّا له طريق الخير ليتبعه، وطريق الشر ليجتنبه، كما قال: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان: ٣] . وقيل: يعني التدبير. قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [١١] قال: أي فهلا جاوز الصراط والعقبة دونها، وفي الباطن عقبتان، إحداهما: الذنوب التي اجترحها، يعني بين يديه كالجبل يجاوزها بعتق رقبة، أو إطعام في يوم ذي مجاعة وشدة مسكينًا قد لزق بالتراب من الجهد والفاقة، ويتيمًا بينه

(١) شعب الإيمان ٧/ ٢٣٠. (٢) صحيح البخاري: كتاب الجنائز، رقم ١٢٨٤.

1 / 194