فدعا لهما . فخيرا بين عذاب الدنيا وبين عذاب الآخرة . فنظر أحدهما إلى الآخر فقال : ألم تعلم أن أفواج عذاب الله في الآخرة كذا وكذا وفي الخلد أيضا؟ فاختارا عذاب الدنيا . فهما يعذبان ببابل .
ذكروا عن علي بن أبي طالب أنه قال : كانت الزهرة امرأة جميلة معجبة؛ فخاصمت إلى الملكين فراوداها فقالت : لا أفعل حتى تعلماني الاسم الذي إذا تكلم به عرج إلى السماء . فعلماها إياه . فعرجت ، فمسخها الله كوكبا .
ذكروا عن ابن عباس في هاروت وماروت أنه قال : أتتهما امرأة تخاصم إليهما ، فافتتنا بها ، فأراداها على نفسها ، فقالت : لا أمكنكما من نفسي حتى تشربا هذا الخمر ، وتعبدا هذا الصنم؛ وجاءهما رجل فقتلاه مخافة أن يقول عليهما .
ذكروا عن صفوان بن سليم أنه قال : ما نهض ملك من الأرض إلى السماء حتى يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ذكروا عن ابن عمر أنه كان يقول إذا رأى الزهرة : لا مرحبا بك ولا أهلا .
ذكرواعن ابن عباس أنه قال : أتدرون ما كانت تسمى هذه الكوكب الحمراء في قومها؟ يعني الزهرة ، كانت تسمى بيدخت . ذكروا عن علي أنه قال : كان يقال لها أناهيذ .
قوله تعالى : { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } .
قال بعض المفسرين : كان أخذ عليهما ألا يعلما أحدا حتى يقولا له : إنما نحن فتنة ، أي بلاء ، فلا تكفر .
قال : { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } وهو أن يؤخذ كل واحد منهما عن صاحبه ، ويبغض كل واحد منهما إلى صاحبه .
قوله : { وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله } قال الحسن : من شاء الله سلطهم عليه ، ومن شاء منعهم منه ، وقال بعضهم : إلا بأمر الله .
قوله : { ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه } أي : لمن استحبه ، أي اختاره على التوراة { ما له في الآخرة من خلاق } .
قال بعض المفسرين : قد علم أهل الكتاب في عهد الله إليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة عند الله يوم القيامة . وقال الكلبي : ما له في الآخرة من خلاق ، أي ما له من نصيب . قال وهو مثل قوله : { وما له في الآخرة من نصيب } [ الشورى : 20 ] أي من الجنة . { ولبئس ما شروا به أنفسهم } أي : باعوا به أنفسهم . وكل شيء في القرآن شروا وشروه فهو بيع . وكل شيء فيه اشترى واشتروا فهو الشراء إلا قوله : { بئسما اشتروا به أنفسهم } [ البقرة : 90 ] فإنه يعني بيسما باعوا به أنفسهم .
قوله : { لو كانوا يعلمون } قال الحسن : لو كانوا علماء أتقياء ما اختاروا السحر .
صفحہ 45