425

93

قوله : { فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم } وهذا بعدما هلكوا { فكيف ءاسى } أي فكيف أحزن ، { على قوم كافرين } أي لا أحزن عليهم .

قوله : { وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء } البأساء : البؤس والجوع وقحط المطر ، والضراء : اللأواء من الأمراض والشدائد . { لعلهم يضرعون } .

قال : { ثم بدلنا مكان السيئة } أي مكان البأساء والضراء ، وهي الشدة { الحسنة } والحسنة ها هنا ، الرخاء والعافية . { حتى عفوا } أي حتى كثروا . قال الحسن : سمنوا بعد الجوع ، فهو من الكثرة { وقالوا قد مس ءاباءنا الضراء والسراء } أي الشدة والرخاء فلم يكن شيء ، يعنون ما كان يعد النبي به قومه من العذاب إن لم يؤمنوا .

قال الله : { فأخذناهم بغتة } أي فجأة بالعذاب { وهم لا يشعرون } .

قوله : { ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } . قال بعضهم : لأعطتهم السماء قطرها والأرض نباتها . { ولكن كذبوا فأخذناهم } بالعذاب { بما كانوا يكسبون } أي : بما كانوا يعملون يعني : يشركهم .

قوله : { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا } أي عذابنا { بياتا } أي : ليلا { وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى } أي نهارا ، مثل قوله : { والضحى واليل إذا سجى } [ الضحى : 1-2 ] . قال : { وهم يلعبون } أي ليسوا بآمنين من ذلك . وقد كان المشركون يقولون للنبي عليه السلام : إيتنا بعذاب الله .

قال : { أفأمنوا مكر الله } أي إنهم ليسوا بآمنين من ذلك { فلا يأمن مكر الله } أن يمكر بهم فيهلكهم { إلا القوم الخاسرون } . وهو قوله : ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون هكذا مكره بهم .

قوله : { أو لم يهد للذين يرثون الأرض } وهي تقرأ على وجهين : { يهد } و { نهد } . فمن قرأها { نهد } فيقول نبين . ومن قرأها { يهد } فيقول : يبين الله للذين يرثون الأرض . { من بعد أهلها } أي الذين هلكوا من الأمم السالفة { أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم } فأهلكناهم بالعذاب كما أهلكنا من كان قبلهم حين كذبوا رسلهم . { ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون } أي لو شئنا أصبناهم بذلك .

صفحہ 425