292

قوله : { اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } يعني بطعام الذين أوتوا الكتاب ذبائحهم .

ذكروا عن الحسن أنه قيل له : إن النصارى إذا ذبحوا قالوا : باسم المسيح ، قال : كلوا ذبائحهم ، فإن الله قد أحل ذبائحهم وهو يعلم ما يقولون .

ذكروا عن القاسم أنه قال : لو سمعت نصرانيا يذبح لجرجيس ولبولس ولكنائسهم لأكلتها .

قوله : { وطعامكم حل لهم } . هذا مثل قوله : { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } [ الأعراف : 1

5

7 ] أي : ما كان شدد عليهم فيه من أمر السبت والشحوم وكل ذي ظفر ، وكل ما كان حرم عليهم فليس يحرم على المسلمين شيء مما حرم عليهم من تلك الأشياء . قال الله : { وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا } [ الأنعام : 1

5

5

] أي اتبعوا ما أحل فيه واتقوا ما حرم فيه . فالخمر اليوم عليهم حرام ، وكل ما حرم الله على المسلمين فهو عليهم حرام .

{ والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } والمحصنات هنا الحرائر ، ولا يحل نكاح إماء أهل الكتاب ، ويوطأن بملك اليمين . يقول الله : { ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } [ النساء : 2

5

] . ولا يتزوج العبد المسلم الأمة اليهودية ولا النصرانية في قول الحسن : وبه نأخذ .

قوله : { إذا ءاتيتموهن أجورهن } أي صداقهن . فإذا سماه لها فلا بأس بأن يدخل عليها قبل أن يعطيها شيئا .

قوله : { محصنين غير مسافحين } . قال مجاهد : ناكحين غير زانين ، قال تزويجا غير زنى . { ولا متخذي أخدان } أي الخليل في السر ، والخليلة في السر؛ يقول نكاحا غير سفاح . والسفاح الزنا الظاهر . { ولا متخذي أخدان } غير متخذها خليلة ، ولكن نكاحا حلالا .

قوله : { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين } . ذكر بعضهم أنه لما نزل تحليل نساء أهل الكتاب قال بعضهم : كيف نتزوج نساء من غير أهل ديننا فأنزل الله : { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله } . تفسير ذلك : ومن يكفر بتصديق تحليلهن فقد حبط علمه . قال مجاهد : { ومن يكفر بالإيمان } . أي : بالله .

صفحہ 292