211

5

قوله : { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم } أي : النساء هن السفهاء .

وقال مجاهد : هن النساء من كن : بنات أو أخوات أو أمهات . وقال الكلبي : هن النساء والأولاد؛ إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة ، أو ابنه سفيه مفسد ، فلا ينبغي له أن يسلط واحدا منهما على ماله .

قوله : { التي جعل الله لكم قياما } لمعايشكم وصلاحكم . قال : { وارزقوهم فيها } أي في أموالكم { واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا } أي العدة الحسنة . وقال بعضهم : أمر الله بهذا المال أن يخزن فتحسن خزانته ، ولا تملكه المرأة السفيهة ولا الصبي السفيه .

قوله : { وابتلوا اليتامى } أي اختبروا عقولهم ودينهم { حتى إذا بلغوا النكاح } قال مجاهد : يعني الحلم . { فإن ءانستم } أي رأيتم { منهم رشدا } أي صلاحا في دينهم { فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا } أي تبادرون باليتيم أن يكبر فيمنعكم ماله .

قوله : { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } . قال بعضهم : المعروف ما سد الجوع ووارى العورة .

وقال بعضهم : كان الرجل يلي مال اليتيم ، له الحائط من النخل ، فيقوم على صلاحه وسقيه ، فيصيب من ثمره . وتكون له الماشية فيقوم على صلاحها ، ويلي علاجها ومؤونتها ، فيصيب من جزازها وعوارضها ورسلها . فأما رقاب المال ، فليس له أن يستهلكه ولا أن يأكله .

ذكروا أن رجالا من أصحاب رسول الله A سئلوا عن قول الله D : { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } فقالوا : فينا والله نزلت؛ كان الرجل يلي مال اليتيم له النخل ، فيقوم عليها ، فإذا طابت الثمرة كانت يده مع أيديهم ، مثلما كانوا مستأجرين به غيره في القيام عليها . ذكروا عن سعيد بن جبير أنه قال : يأكل قرضا .

ذكروا أن رجلا قال : يا رسول الله : إن في حجري يتيما أفأضربه؟ فقال : اضربه مما كنت ضاربا منه ولدك . قال أفآكل من ماله؟ قال : بالمعروف غير متأثل من ماله مالا ، ولا واق مالك بماله . قال مجاهد والحسن : هي طعمة أطعمه الله أياها .

قوله : { فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا } أي : حفيظا فيما بينكم وبينهم .

صفحہ 211