166

75

قوله : { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك } يعني من آمن منهم . قال بعضهم : كنا نحدث أن القنطار مائة رطل من الذهب ، أو ثمانون ألفا من الورق . قال : { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } بالطلب ، أي إلا ما طلبته واتبعته . قال الكلبي : إن سألته حين تعطيه إياه رده إليك ، وإن أنظرته به أياما ذهب به .

{ ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } . قال الحسن : يعنون بالإميين مشركي العرب . قالوا : إنما كانت لهم هذه الحقوق وتجب لنا ، وهم على دينهم ، فلما تحولوا عن دينهم الذي بايعناهم عليه لم يثبت لهم علينا حق . وقال : بعضهم : قالت اليهود : ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل ، أي إثم .

قال الله : { ويقولون على الله الكذب } أي يقولون لأصحابهم هذا كذبا على الله . { وهم يعلمون } أنهم كاذبون .

قوله : { بلى من أوفى بعهده واتقى } قال الكلبي : يقول : من كان [ وفيا بعهده ] فأدوا إليه الأمانة . وقال الحسن : بلى من أدى الأمانة وآمن { فإن الله يحب المتقين } .

قوله : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . هم أهل الكتاب كتبوا كتبا بأيديهم ، وقالوا هذا من عند الله ، فاشتروا به ثمنا قليلا ، أي عرضا من الدنيا يسيرا ، وحلفوا لهم أنه من عند الله . وكان ما ادعوا من قولهم : ليس علينا في الأميين سبيل ما اشتروا به من عند الله وأيمانهم ثمنا قليلا .

ذكروا أن رسول الله A قال : « من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها مال أخيه المسلم لقى الله وهو عليه غضبان » قال عمر : إن ذلك لفي كتاب الله : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . . . . إلى آخر الآية .

ذكروا عن الحسن أنه قال : ذكرت الكبائر عند النبي عليه السلام فقال : « فأين تجعلون اليمين الغموس » .

ذكروا عن ابن عباس أنه قال : إذا رأيتم الرجل يريد أن يحلف في يمين وجبت عليه ، فاقرأوا عليه هذه الآية : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . . . إلى آخر الآية .

قوله : { أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } [ أي لا نصيب لهم من الجنة ] { ولا يكلمهم الله } أي بما يحبون ، وقد يكلمهم ويسألهم عن أعمالهم . { ولا ينظر إليهم يوم القيامة } نظر رحمة { ولا يزكيهم } أي : ولا يطهرهم من ذنوبهم { ولهم عذاب أليم } .

صفحہ 166