138

281

قوله : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } قال الحسن : خير لكم في يوم ترجعون فيه إلى الله : { ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } أي لا ينقصون ، يعني المؤمنين ، يوفون حسناتهم يوم القيامة . قال الحسن : هي موعظة يعظ بها المسلمين .

قوله : { يا أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل } بين البائع والمشتري ، يعدل بينهما في كتابه ، لا يزيد على المطلوب ولا ينقص من حق الطالب .

{ ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله } الكتابة وترك غيره فلم يعلمه . { فليكتب وليملل الذي عليه الحق } يعني المطلوب . وقال الحسن : فإن كان الطالب يقدر على من يكتب فهو واسع . قال : { وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا } أي لا ينقص من حق الطالب .

ثم قال : { فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا } يعني جاهلا بالأموال أو عاجزا أو أخرق أو أحمق . { أو لا يستطيع أن يمل هو } يعني الذي عليه الحق لا يحسن أن يمل { فليملل وليه } أي ولي الحق ، يعني الطالب { بالعدل } أي لا يزدد شيئا . وقال بعضهم : السفيه : المرأة الضعيفة والأحمق الذي لا يحسن أن يمل .

قوله : { واستشهدوا شهيدين من رجالكم } أي من أحراركم { فإن لم يكونا رجلين ف } ليكن { رجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء } .

ذكروا أن رسول الله A قال : « لا تجوز شهادة ذي الظنة وذي الحنة وذي الجنة » وتفسير ذي الظنة المتهم ، والحنة العداوة بين الرجلين ، والجنة الجنون .

ذكروا عن شريح أنه قال : لا أجيز شهادة الخصم ، ولا الشريك ، ولا دافع المغرم ، ولا شهادة الأجير لمن استأجره في تلك الضيعة بعينها .

قوله : { أن تضل إحداهما } أي أن تنسى إحداهما الشهادة { فتذكر إحداهما الأخرى } أي تذكر التي حفظت شهادتها الأخرى . وهي تقرأ بالتخفيف والتثقيل؛ فمن قرأها بالتخفيف فهي قد ذكر لها فذكرت . وقد يكون أن يذكر الإنسان صاحبه فلا يذكر ، ولكن هذه قد ذكرت ، فهي في كلا الوجهين قد ذكرت .

قوله : { ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا } . قال بعضهم : كان الرجل يأتي الحواء العظيم يطلب من يشهد له فلا يتبعه منهم رجل واحد ، فنهى الله عن ذلك . وقال الحسن إذا وجد غيره فهو واسع .

ذكروا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله A : « لا تقوم الساعة حتى يفيض المال ويظهر العلم ويكثر التجار » قال الحسن : لقد أتى على الناس زمان وما يقال إلا تاجر بني فلان ، وكاتب بني فلان ، ما يكون في الحي إلا التاجر الواحد والكاتب الواحد .

قوله : { ولا تسأموا } ولا تملوا { أن تكتبوه } يعني الحق { صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط } أي أعدل { عند الله وأقوم للشهادة } أي أصوب للشهادة { وأدنى ألا ترتابوا } أي أجدر ألا تشكوا في الحق والأجل والشهادة إذا كان مكتوبا .

صفحہ 138