105

223

قوله : { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أي : كيف شئتم .

ذكر جابر عن عبد الله قال : قالت اليهود إن الرجل إذا أتى امرأته من خلفها جاء ولده أحول؛ فأنزل الله { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أي : كيف شئتم : من بين يديها ، وإن شئتم من خلفها ، غير أن السبيل موضع الولد .

ذكروا عن الحسن أنه قال : قالت اليهود : يا أصحاب محمد ، إنه لا يحل لكم أن تأتوا النساء إلا من وجه واحد ، فأنزل الله : { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أي كيف شئتم : من بين يديها : وإن شئتم من خلفها في فرجها .

ذكروا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله A : « الذي يأتر امرأته في دبرها هي اللوطية الصغرى » .

ذكروا عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله A : « لا تأتوا النساء في موضع حشوشهن » .

ذكروا عن رجل من أصحاب النبي أنه سأله رجل عن الذي يأتي إمرأته في دبرها فقال : أف ، أيريد أن يعمل عمل قوم لوط .

قوله : { وقدموا لأنفسكم } يعني الولد . ذكروا عن أبي ذر أنه قال : سمعت رسول الله A يقول : « ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته إياهم » .

ذكروا عن ابن عمر أنه قال : لولا أن أصيب ولدا فيموت قبلي فأوجر فيه أو يبقى بعدي فيدعو لي ما باليت ألا أصيب ولدا .

ذكروا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله A : « لأن أقدم سقطا أحب إلي من أن أخلف مائة فارس كلهم يجاهد في سبيل الله » .

قوله : { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين } أي بالجنة .

قوله : { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم } . قال الحسن : كان الرجل يقال له : لم لا تبر أباك أو أخاك أو قرابتك ، أو تفعل كذا ، لخير ، فيقول : قد حلفت بالله لا أبره ، ولا أصله ، ولا أصلح الذي بيني وبينه ، يعتل بالله ، فأنزل الله : لا تعتلوا بالله فتجعلوه عرضة لأيمانكم ، يعني الحلف .

وقال بعض المفسرين : لا تعتلوا بالله؛ أن يقول أحدكم : أنه لا يصل رحما ، ولا يسعى في صلاح ، ولا يتصدق من ماله .

ذكروا عن إبراهيم أنه قال : سمعت رجالا من أهل العلم يقولون في هذه الآية : { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس } أي لا يحلف على معصية الله وقطيعة الرحم . فإن فعل فما أوجب الله من الكفارة .

صفحہ 105