240

تفسیر ابن بادیس

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).

تحقیق کنندہ

علق عليه وخرج آياته وأحاديثه أحمد شمس الدين.

ناشر

دار الكتب العلمية بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.

پبلشر کا مقام

لبنان.

اصناف

وفسر الحسن (١) اللزام بعذاب يوم القيامة. ومن عادة السلف أنهم يفسرون اللفظ بما يدخل في عمومه دون قصد للقصر عليه. ولا منافاة حينئذ بين التفسيرين، فيكونون قد توعدوا على تكذيبهم بلزوم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. ترهيب: رتب لزوم العذاب على التكذيب، فأعظم العذاب الأكمل التكذيب، وهو تكذيب الكفر. ثم أصناف العذاب لازمة لتكذيب العصيان بالعدل والحكمة في التقسيم والترتيب. استنباط: لما كانت مقادير العباد عند ربهم بحسب عبادتهم، فالأنبياء- ﵈ أعلى الناس منزلة عند الله فهم أعظمهم عبادة لله، وهم أتقاهم له وأشدهم خشية منه. وقد قال النبي ﵌ فيما رواه مالك وغيره: «والله إني أرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي» (٢). وقال أيضا: «والله إني لأتقاكم لله، وأعلمكم بحدوده» (٣). سؤال استطرادي وجوابه: كيف يخشى وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟

(١) هو الحسن بن أبي الحسن البصري المتوفى سنة ١١٠ هـ. وهو رأس الطبقة الثالثة من التابعين. ثقة، فقيه، فاضل، مشهور، روى له الستة في الصحاح. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (٢/ ٢٦٣) وتقريب التهذيب (١/ ١٦٥) وخلاصة تهذيب الكمال (١/ ٢١٠) والكاشف (١/ ٢٢٠) وتاريخ البخاري الكبير (٢/ ٢٨٩) والجرح والتعديل (٣/ ١٧٧) وميزان الاعتدال (١/ ٤٨٣) ولسان الميزان (٢/ ١٩٩) وطبقات خليفة بن خياط (١٧٢٦) وأخبار القضاة (٢/ ٣) وحلية الأولياء (٢/ ١٣١) وطبقات ابن سعد (٩/ ٤٩) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣) والثقات لابن حبان (٤/ ١٢٢). (٢) أخرجه من حديث عائشة ﵂ مالك في الموطأ (كتاب الصيام، حديث ٩) ومسلم في الصيام حديث ٧٩، وأحمد في المسند (٦/ ٦٧، ١٢٢، ١٥٦، ٢٢٦، ٢٤٥). (٣) روى الحديث مرسلًا مالك في الموطأ (كتاب الصيام، حديث رقم ١٣) والشافعي في الرسالة (رقم ١١٠٩ بتحقيق أحمد محمد شاكر): عن عطاء بن يسار؛ أن رجلًا قبل امرأته وهو صائم في رمضان، فوجد من ذلك وجدًا شديدًا، فأرسل امرأته تسأل له عن ذلك، فدخلت على أم سلمة زوج النبي ﷺ فذكرت ذلك لها، فأخبرتها أم سلمة أن رسول الله ﷺ يقبِّل وهو صائم. فرجعت فأخبرت زوجها بذلك، فزاده ذلك شرًا. وقال: لسنا مثل رسول الله ﷺ، الله يحل لرسول الله ﷺ ما شاء. ثم رجعت امرأته إلى أم سلمة، فوجدت عندها رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «ما لهذه المرأة؟» فأخبرته أم سلمة فقال رسول الله": «ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك؛» فقالت: قد أخبرتها. فذهبت إلى زوجها فأخبرته، فزاده شرًاّ وقال: لسنا مثل رسول الله ﷺ، الله يحل لرسول الله ﷺ ما شاء. فغضب رسول الله ﷺ وقال: «والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده».

1 / 245