293

تفسير صدر المتألهين

تفسير صدر المتألهين

اصناف

أليس أن جميع عمومات القرآن مخصوصة ولا نسمي ذلك كذبا؟ أليس أن كل المتشابهات مصروفة عن ظواهرها وعند الأكثر لا يسمى ذلك كذبا؟ فكذا ها هنا.

الثالث: أليس أن آيات الوعيد في حق الكفار مشروطة بعدم التوبة، وإن لم يكن هذا الشرط مذكورا في صريح النص، فهي أيضا عندنا مشروطة بعدم العفو، وإن لم يكن هذا الشرط مذكورا صريحا.

أو نقول: معناها: أن العاصي يستحق هذه الأنواع من العقاب، فيحمل الإخبار عن الوقوع الى الإخبار عن استحقاق الوقوع، فهذا جملة ما يقال في تقرير هذا المذهب.

وأما الذين أثبتوا وقوع العذاب، فقالوا: إنه نقل إلينا على سبيل التواتر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقوع العقاب، فإنكاره يكون تكذيبا للرسول صلوات الله عليه وآله، وتفتيحا لأبواب القدح في نصوصية القرآن، فغير مسموع، والله الهادي الى سبيل الصواب وبيده مفاتيح الأبواب.

[2.8]

اتفق المفسرون على أن ذلك وصف المنافقين، وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.

واعلم أن الناس بحسب العاقبة، ستة أصناف، لأنهم إما سعداء؛ وهم أصحاب اليمين، وإما أشقياء وهم أصحاب الشمال، وإما السابقون المقربون. قال الله تعالى:

وكنتم أزواجا ثلاثة

[الواقعة:7]. الآيات.

وأصحاب الشمال: إما المطرودون الذين حق عليهم القول، وهم أهل الظلمة والحجاب الكلي، المختوم على قلوبهم أزلا كما قال تعالى:

نامعلوم صفحہ