تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن

شهاب الدين أحمد الشافعي الإيجي d. 905 AH
144

تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن

تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

وسعد: يا رسول الله أفتنا في الخمر واليسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال؟ فنزلت، واليسر: القمار، (قُلْ فيهِمَا)، أي: في تعاطيهما، (إِثْمٌ كَبيرٌ)، حيث يؤدي إلى مخاصمة وفحش وزور وهذا لا يدل صريحًا على حرمتهما لأَنه مؤدي إلى الإثم لا أن الإثم يحصل منه، والمحرِّمة ما في المائدة، (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ): من كسب المال والطرب وغيرهما، (وَإِثْمُهُمَا أَكبرُ مِن نَّفْعِهِمَا)، فإن مفاسدهما التي تنشأ منهما أعظم من المنافع المتوقعة منهما، (وَيَسْألونَكَ مَاذَا يُنفقون)، لما نزل قوله: " فللوالدين والأقربين " سأل عمرو بن الجموح عن مقدار ما ينفق فنزل، (قُلِ العَفْوَ)، أي: ما فضل من المال عن العيال، أو أفضل مالك وأطيبه، قيل: إنها منسوخة بآية الزكاة، وقيل: مبينة بها قاله مجاهد وغيره، (كَذَلِكَ)، أي: مثل ما فصل وبين لكم هذه الأحكام، (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ)، أي: سائر الآيات في أحكامه ووعده ووعيده، أى يبين تبيينًا مثل لهذا، (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي)، أمر، (الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، لتعلموا زوالها وفناءها وإقبال الآخرة وبقاءها، وقيل: متعلق بـ يبين أي: يبين لكم الأَيات في أمر الدارين لعلكم تتفكرون، (وَيسْألونكَ عَنِ اليَتَامَى)، لما نزل " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا " [النساء: ١٠] إلخ، اعتزلوا مخالطة اليتامى ولا يأكل أحد معهم، فشق ذلك عليهم فذكر ذلك للنبي ﷺ، فنزلت، (قُلْ إِصْلاحٌ لهُمْ

1 / 153