رُوي مرفوعًا١، والصواب أنه موقوف على ابن عباس. وقال السدي: "لسماوات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش"٢. وقال ابن جرير: قال: أبو ذر ﵁: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض"٣. وقيل كرسيه علمه. ويُنْسب إلى ابن عباس٤.
والمحفوظ عنه ما رواه ابن أبي شيبة، كما تقدم، ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن، والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم، كما قيل في العرش.
_________
١ قال الدارقطني في كتاب النزول، ص (٤٩): رفعه شجاع إلى النبي ﷺ، ولم يرفعه الرمادي. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب، ص (٢٦٤)، عندما ترجم لشجاع: "صدوق وهم في حديث واحد رفعه، وهو موقوف، فذكره بسببه العقيلي" قلت: يعني في كتابه «ضعفاء الرجال» . وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره، ص (١/٣١٠): "أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر ابن مردويه من طريق شجاع بن مخلد الفلاسي، فذكره، وهو غلط". يعني ﵀ رفعه غلط.
٢ أخرجه الطبري في جامع البيان (٥/٣٩٨) من طريق أسباط عن السدي. قال الحافظ ابن حجر: "أسباط بن نصر الهمداني ... صدوق كثير الخطأ يُغرب" التقريب رقم (٣٢١) . قلت: ولا يخفى عليك أنه من رجال صحيح مسلم.
٣ جامع البيان (٥/٣٩٩) من طريق ابن زيد، عن أبيه قال: قال أبو ذر. فذكره. وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. انظر التقريب رقم (٣٨٦٥) .
٤ أخرجه الطبري في تفسيره (٥/٣٩٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/١٣٤، ١٣٥) وقال: وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد بالكرسي المشهور المذكور مع العرش. وقال أبو منصور الأزهري بعد أن ذكر هذه الرواية ليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار. تهذيب اللغة (١٠/٥٤) (كرس) . وطعن الحافظ القصاب في ثبوت هذه الرواية عن ابن عباس. انظر نكت القرآن الدالة على البيان (١/١٤٦)، وكذلك فعل الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/١٧٦) .
120 / 45