تفسیر ابن ابی العز

Ibn Abi al-'Izz d. 792 AH
142

تفسیر ابن ابی العز

تفسير ابن أبي العز

ناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

نشر في العددان

اصناف

تفسیر
الهداية العامة١، وأعم منها الهداية المذكورة في قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ ٢. قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ ٣ لو قيل: (يشرب منها) لم يدل على الري، فضمن يشرب معنى (يروى) ٤ فعُدي بالباء، فقيل: (يشرب بها) فأفاد ذلك أنه شرب يحصل معه الري. وباب تضمين الفعل معنى فعل آخر حتى يتعدى تعديته كثير، كما ضمّن قوله تعالى: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾ ٥ معنى (الضم) ٦ المع-دّى بإلى، فعدّي بها، وقوله تعالى: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا﴾ ٧ معنى (خلصناه) ٨، وقوله: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ

١ لعله يريد أن يقول: إن هذه الهداية مثل الهداية التي في قوله تعالى: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ وبهذا نظَّرها السمعاني في تفسير القرآن (٦/١١٣) وفي الوسيط للواحدي (٤/٣٩٨، ٣٩٩): بينا له سبيل الهدى ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ إما موحدًا طائعًا لله، وإما مشركًا بالله في عمله، والمعنى: أنه بيّن له سبيل التوحيد بنصب الأدلة وبعث الرسل، شكر الإنسان فآمن، أو جحد فكفر. ٢ سورة طه، الآية: ٥٠. وتفسير المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٣٠) . ٣ سورة الدهر، الآية: ٦. ٤ انظر غرائب التفسير (٢/١٢٨٧)، والبحر المحيط (٨/٣٨٧)، والدر المصون (١٠/٦٠٠) ففيها ما قال المؤلف. وهو أحد الأوجه ورجحه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢٠/٤٧٤)، وابن القيم. انظر بدائع التفسير (٥/١٥٧) وقد استوفيت بحث هذه المسألة في (استدراكات الفقيه ابن جُزي على القاضي ابن عطية في تفسير القرآن الكريم) . ٥ سورة ص، الآية: ٢٤. ٦ انظر غرائب التفسير (٢/٩٩٧)، والكشاف (٣/٣٧٠)، والبحر (٧/٣٧٧)، والدر المصون (٩/٣٧٠)، ففيها ما ذكر المؤلف، وعبّر بعضهم بالإضافة بدل الضم، وهما بمعنى واحد. ٧ سورة الأنبياء، الآية: ٧٧. ٨ انظر النكت والعيون (٣/٤٥٦)، فقد ذكر الماوردي هذا المعنى، وأشار أبو حيان في البحر (٦/٣٠٥) إلى أن (نصرناه) ضمن معنى (أخرجناه)، وأشار السمين في الدر (٨/١٨٤) إلى أنه ضمن معنى (منعناه وعصمناه) .

121 / 60