تفسیر قرآن عظیم

الطبرانی d. 360 AH
78

تفسیر قرآن عظیم

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

اصناف

تفسیر

[78]

وقوله تعالى : { ومنهم أميون } ؛ أي ومن اليهود من لا يحسن القراءة ولا الكتابة إلا أن يحدثهم كبارهم بشيء فيظنونه حقا ؛ فيصدقونهم وهو كذب. قوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني }. اختلفوا في معنى الأماني ، قال الكلبي : معناه لا يعلمون إلا ما يحدثهم به علماؤهم. وقال أبو روق : (القراءة من ظهر القلب ولا يقرءون في الكتب) ودليل هذا قوله تعالى : { إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته }[الحج : 52] أي إلا إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته. قال الشاعر : تمنى كتاب الله أول ليلة وآخره لاقى حمام المقادروقال مجاهد : (الأماني الكذب والأباطيل ؛ كقول عثمان رضي الله عنه : (ما تمنيت منذ أسلمت) أي ما كذبت). وأراد بالأماني الأشياء التي كتبها علماؤهم من عند أنفسهم ثم أضافوها إلى الله تعالى من تغيير صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحسن : (معنى : يتمنون على الله الكذب والباطل مثل قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }[البقرة : 80] وقوله : { لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى }[البقرة : 111] وقولهم : { نحن أبناء الله وأحباؤه }[المائدة : 18].

قوله تعالى : { وإن هم إلا يظنون } ؛ أي ما هم إلا يظنون ظنا وتوهما لا حقيقة ويقينا ، قاله قتادة والربيع. وقال مجاهد : معناه : (وإن هم إلا يكذبون).

صفحہ 78