278

تفسیر قرآن عظیم

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

اصناف

تفسیر

[18]

قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة } ؛ روى أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ شهد الله أنه لا إله إلا هو عند منامه خلق الله تعالى منها سبعين ألف خلق يستغفرون له إلى يوم القيامة " وعن سعيد بن جبير قال : (كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما ؛ لكل حي من أحياء العرب صنم أو صنمان ، فلما نزلت هذه الآية أصبحت تلك الأصنام كلها وقد خرت سجدا).

وعن ابن مسعود أنه قال : [من قرأ { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله : { إن الدين عند الله الاسلام } وقال : أنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي وديعة عنده ؛ يجاء صاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى : عبدي عهد لي وأنا أحق من وفى بالعهد ، أدخلوا عبدي الجنة].

ومعنى الآية : قال محمد بن السائب الكلبي : " لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار اليهود من الشام ، فقال أحدهما لصاحبه حين أبصر المدينة : ما أشبه هذه المدينة بمدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت ، فقالا له : أنت محمد ؟ قال : " نعم ". قالا : أنت أحمد ؟ قال : " أنا محمد وأحمد ". قالا : فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك ، قال : " اسألوا ". قالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله تعالى ؟ فأنزل الله تعالى على نبيه هذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى آخرها ، فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم "

قرأ أبو نهيك وأبو الشعث (شهد الله) بالمد والرفع على معنى : هم شهد الله الذين تقدم ذكرهم. وقرأ المهلب : (شهد الله) بالمد والنصب على المد. والآخرون (شهد الله) على الفعل أي قضاء الله ، ويقال : أخبر الله. وقال مجاهد : (حكم الله). قرأ ابن السمؤل : (شهد الله أنه لا إله إلا هو). وقرأ ابن عباس : (إنه لا إله إلا الله) بكسر الألف جعله خبرا مستأنفا ، وقال بعضهم بكسره لأن الشهادة قول وما بعد القول مكسور على الحكاية ، تقديره : قال الله إنه لا إله إلا الله. قال المفضل : (معنى الشهادة (شهد الله) : الإخبار والإعلام ، ومعنى الملائكة والمؤمنين بالإقرار ؛ كقوله{ شهدنا على أنفسنا }[الأنعام : 130] أي أقررنا).

قوله تعالى : { وأولوا العلم } ؛ معناه الأنبياء ، وقيل : المهاجرون والأنصار ، وقيل : علماء المؤمنين أهل الكتاب : عبدالله بن سلام وأصحابه ، وقال الكلبي والسدي : (علماء المؤمنين كلهم ، فقرن الله شهادة العلماء بشهادته ، لأن العلم صفة الله تعالى العليا ونعمته العظمى ، والعلماء أعلام الإسلام والسابقون إلى دار السلام وشرح الأمكنة وحجج الأزمنة].

صفحہ 278