سائنسی سوچ اور جدید حقیقت کے رجحانات
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
اصناف
وبالتالي لا يمكن أن يعد الدليل التجريبي في حد ذاته تكذيبا حاسما للفرض، وليس هناك تجربة حاسمة بصورة قاطعة.
إذن في هذا التوجه يتمسك دوهيم بضرورة أن تكون جميع فروض النظرية ماثلة أمام الذهن (وهو ما كان يفعله العلماء قبله) حين يقوم العالم بإجراء عملية حذف أو إسقاط بعض الفروض. بيد أن حذف فرض ما يعني الانتقال من هذا الفرض إلى الآخر، إلى أن يتم حذفها جميعا. وهذا إن أدى إلى شيء، فإنما يؤدي إلى فشل التجارب تماما؛ ومن ثم لا ننتهي إلى نتيجة ما في حينها، بل الأمر يتطلب تمثل الفروض جميعا أمام الذهن مما يتيح لهذا العالم الفرصة في الكشف عن تفسير الظاهرة موضع التساؤل.
28
ويؤيد «أينشتين» «دوهيم» في هذا الرأي؛ حيث أكد الأول على أنه قد استبدل بنظرية «نيوتن» ككل نظرية جديدة في النسبية العامة، وليس بتغيير فرض أو فروض من النظرية العلمية أو من النسق العلمي ككل. وهذا يؤيد صعوبة اختبار فرض من فروض النظرية منفصلا، ويرفض التجربة الحاسمة؛ لأنه من غير الممكن أن يكون هناك تجربة تحكم على الفرض (من فروض النظرية أو النتائج) منفصلا. والسبب في ذلك كما رأينا يرجع إلى أنه من الصعب أن نجد فرضا بذاته يمتلك حيثياته من نتائج التجربة يكون هذا الفرض أو غيره قابلا للتكذيب، وذلك عن طريق فصله عن كل الفروض الأخرى للنظرية بغرض اختباره. الفروض النظرية ينبغي ألا تكون منفصلة لغرض الاختبار. وفي نفس الوقت الذي رفض فيه «دوهيم» اختبار الفروض منفصلة، رأى ضرورة أن تتجنب هذه الفروض التفنيد، وذلك عن طريق معرفة سابقة أو فروض مساعدة.
29
كما يتفق مع «دوهيم» «فرانكلين
A. Franklin » حيث يؤكد الأخير على أن وجود الفرض أو القانون العلمي أو النظرية مع الفروض المساعدة الخاصة به أو بها هو ما يحول دون التفنيد؛ أي يمكننا أن نحمي القوانين والنظريات العلمية من التفنيد، وذلك بتعديل وتغيير الفروض المساعدة أو المعرفة السابقة بشأن هذه الفروض أو القوانين أو النظريات الأصلية موضع التساؤل.
30
ثالثا: موقف لاكاتوش من توجهات بوبر إزاء الفروض المساعدة
إذا كان بوبر قد ذهب إلى أن النظرية (أو الفرض) يمكن إنقاذهما دائما من مأزق التكذيب إذا عززناها بفروض إضافية مساعدة، وأنه إذا كان طبقا لبوبر يكون هذا مسموحا به فقط لو أن الفرض المساعد الجيد (أو الفروض) تزيد من عدد النتائج الملاحظة؛ ذلك لأنها ينبغي أن تزيد من «المضمون التجريبي» للنظرية. وإن لم تفعل ذلك، ينظر إلى الفرض المساعد بأنه وضع لغرض معين، وهو غير مسموح به طبقا للقواعد المنهجية المفضلة لبوبر. وهذه النقطة بالذات هي التي تناولها لاكاتوش لكي يطور على أساسها وصفا ل «ديناميكا» النظريات، فعمل على أن يحلل ليس فقط بنية النظريات العلمية، والطريقة التي بها تكذب، وإنما أيضا العمليات التي بها تفسح نظرية (أو فرض) مجالا لنظرية أخرى (أو فرض آخر) في «برنامج بحث» متطور بصورة تدريجية بهدف تجاوز النزعة التكذيبية البوبرية، والتغلب على الاعتراضات التي وجهت إليها.
نامعلوم صفحہ