سائنسی سوچ اور جدید حقیقت کے رجحانات
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
اصناف
64
ومن ناحية أخرى يؤكد بوبر في كتابه براهين وتفنيدات أنه: «إذا كان فرنسيس بيكون قد أعتقد أن التجربة الحاسمة يمكن أن تؤسس أو تثبت النظرية»، أما نحن فنقول بأنها يمكن أن تفند أو تكذب النظرية، ثم يعلق بوبر بأن «دوهيم في نقده المشهور للتجارب الحاسمة نجح في توضيح أن التجارب الحاسمة لا يمكن بحال أن تؤسس النظرية؛ ومن ثم فقد أخفق في توضيح أنها لا يمكن أن ترفض النظرية»
65
ومن جانب آخر، يرى «وارتوفسكي أن التجارب الحاسمة في رأي «دوهيم» ليست ممكنة، وهذا ما جعل «دوهيم» يشبه الفيزيائي النظري بالطبيب بدلا من «صانع الساعات»».
66
إلا أن فليب كواين يفند دعوى «بوبر» في ثلاثة أدلة متصلة توضح فساد رأيه في نقد «دوهيم»؛ فالحجة الأساسية التي يستند إليها «دوهيم» تقوم على أن التجربة الحاسمة لم توضع لتحقيق فرض نظري واحد، بل لاختبار مجموعة من الفروض، هذا من جهة. كما أن «دوهيم» كان معنيا في المقام الأول بتوضيح أنه لا يمكن أن نبطل فرضا نظريا واحدا عن طريق الملاحظات، هذا من الجهة الثانية. وأخيرا فإن «دوهيم» اهتم في الجزء الثاني من كتابه هدف وبنية النظرية الفيزيائية ببيان أنه يمكن عن طريق التجربة إبطال الفروض النظرية؛ ومن ثم فإن حديث «دوهيم» عن التجارب الحاسمة يعني أنه بالإمكان رفض النظرية والفروض كلها عن طريق التجربة.
67 (ب) إمري لاكاتوش
في الوقت الذي جاءت فيه أطروحة بيير دوهيم القائلة بأنه لا يجب اختبار الفرض على حدة وبصورة منفصلة بل النسق ككل، كان إمري لاكاتوش يصمم نوعا فريدا من العقلانية. وهذه العقلانية تتمثل في نقد وتغيير برامج البحث أو المعرفة العلمية (من مفاهيم وقوانين ونظريات علمية) عبر تاريخ العلم؛ فلقد رفض لاكاتوش فكرة تبرير المعرفة التي تشكل النمو العقلاني للمعرفة العلمية، وتسعى إلى أن تحول التاريخ الداخلي للعلم مجرد وقائع تجريبية وعبارات صلبة تعقبها تعميمات استقرائية أو قوانين علمية، كما هو واضح عند التجريبية المنطقية أو التيار الاستقرائي بشكل عام، الذي ينصرف إلى صدق القضايا الواقعية والأولية وصحة الاستدلالات الاستقرائية؛ أي إنهم انشغلوا بالمشكلات المعرفية والمنطقية إلى الدرجة التي صرفتهم عن الاهتمام المناسب بالتاريخ الواقعي.
68
وبالتالي لم تعد فلسفة العلم عند لاكاتوش مجرد تبرير المعرفة العلمية من خلال التأييد وعدم التأييد أو الصدق والكذب بعيدا عن تاريخ العلم. وهذا ما جعله يرفض النزعة الاستقرائية عموما والتجريبية المنطقية على وجه الخصوص.
نامعلوم صفحہ