سائنسی سوچ اور جدید حقیقت کے رجحانات
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
اصناف
إن دعاة هذا الفريق وإن انتقدوا وبحياء نظرية المركزية الأوروبية لدى بعض المستشرقين، فإنهم يضعون مركزيتهم الشرقية في مواجهة غربية. المسألة وكأنها أسلحة فاسدة تقاتل أسلحة فاسدة تأخذ من التراث ما يحلو لها وتترك ما ينسجم مع أطروحاتها الفوقية.
82
وخاتمة القول أتمنى أن نكون في هذا البحث قد نجحنا في اختراق صفوف هؤلاء المستشرقين ومن تابعهم من علمائنا العرب، وتقديم وجهة نظر تتعدى مزاعمهم ومنهجيتهم.
تعقيب
من خلال دراستنا الاستطلاعية للرؤية الاستشراقية تولد لدينا اقتناع بأن المستشرقين الذين اهتموا بالعلم العربي وقدموا بخصوصه - من خلال دراساتهم - تنظيرات ورؤى مختلفة في هذا العلم كانوا فريقين؛ أحدهما ويمثله قلة قليلة منهم التزم في بحوثه ودراساته الاستشراقية العلمية بدرجات كبيرة من الموضوعية والنزاهة، وتحرروا إلى حد ما غير كاف، من أهوائهم وميولهم الشخصية، وابتعدوا قدر استطاعتهم عن الزيف والضلال، وطرحوا جانبا، بقدر ما وسعه من الجهد، صنوف التعصب الجنسي والديني والثقافي، فكانوا بذلك منصفين بدرجات مقبولة للحق والحقيقة، فيما يتعلق بآرائهم وأحكامهم ورؤاهم تجاه التراث الفلسفي والعربي.
أما الفريق الآخر، وهم الأكثرية، فكانوا على عكس الأول من حيث قصدوا بوعي وإرادة إلى أن يبخسوا العرب والمسلمين حقهم في السبق والإبداع والابتكار في شتى مجالات العلم والمعرفة. ولما أن كان الفكر الفلسفي في أية حضارة يعد من أهم الميادين التي يظهر فيها العمل الإبداعي المبتكر من جانب أصحابه، فقد ظهر تجني هذا الفريق على العلم العربي وعلمائه، فوصموهم بوصمة التبعية والتقليد والمحاكاة لنظرائهم السابقين من علماء وفلاسفة اليونان، وسلبوهم ما هم جديرون به من إبداع وابتكار، بل إن هذا الفريق من المستشرقين شاء أن يهدم الأساس الذي تقوم عليه كل فلسفة في كل زمان ومكان، وهو العقل فيما يختص بالعقلية العربية والإسلامية، فاتهموا هذه العقلية بالعجز والجمود والتخلف، لكي يقيموا على هذه الأنقاض دعواهم في عدم وجود ما يسمى بالعلم العربي على الحقيقة، فبنوا هذا على انعدام ذاك. وكان الأجدر والأولى بهؤلاء المستشرقين أن يعترفوا بأحقية العقلية العربية في الإبداع، ثم الاعتراف بوجود علم عربي له موضوعه ومناهجه ونظرياته الخاصة، وذلك بما صار لهم من صلة وثيقة بالتراث الفلسفي العربي الإسلامي، فهما وتمثلا واستيعابا في إطار دراساتهم العلمية التحليلية المقارنة، ولكن غلبت عليهم مقاصدهم فكانوا من الظالمين لأنفسهم بالمقام الأول، ولعلماء العرب والإسلام في المقام الثاني.
وأيضا فإنه لو أن العقلية العربية عاجزة حقا عن التفكير العلمي، كما زعم الكثير من المستشرقين وغيرهم، لما أنتجت هذه العقلية ذلك الكم الهائل المتنوع من الأفكار والآراء والنظريات والمناهج في مجال العلوم المختلفة، كالجغرافيا والتاريخ والرياضة والفلك والطبيعة والطب والكيمياء والصيدلة والجراحة والنبات والحيوان؛ ذلك لأن العلم هو من صنع العقل الذي يرينا ضروب انفعالنا وتأثرنا بالنسبة للعالم الخارجي، ولا يحد هذه الانفعالات مجرد الظواهر التي تمثل لحواسنا بطريق مباشر أو غير مباشر، بل يحدها بوجه خاص موقفنا الذي أخذناه تجاهها من قبل، ويحدها كل موقف أخذه العقل الإنساني منذ القدم تجاه الظواهر المذكورة.
ولو أن العقلية العربية قاصرة عن النظر العلمي الدقيق والتأمل الفلسفي العميق، لما ظهرت الحضارة الإسلامية وازدهرت وتحقق لها التمايز والسيادة خلال ما يزيد على سبعة قرون.
قائمة المصادر والمراجع العربية (1)
إبراهيم مدكور: في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيقه، دار المعارف، القاهرة، ط3، 1983م. (2)
نامعلوم صفحہ