سائنسی سوچ اور جدید حقیقت کے رجحانات
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
اصناف
25
وعن سبب اختياره تسمية «العلم العربي» بدلا من «العلم الإسلامي»، يعطينا ألدو مييلي ثلاثة مبررات على ذلك:
المبرر الأول:
أن القسم الأعظم من الآثار المتعلقة بالعلم العربي مكتوب باللغة العربية؛ فإن الإيرانيين بعد سقوط الدولة الساسانية اتخذوا العربية لغة لهم - دون استثناء تقريبا - في جميع كتاباتهم العلمية والأدبية، ولا نرى كثرة استعمال الفارسية إلا بعد ذلك منذ نشأت اللغة الفارسية الحديثة ونظم الفردوسي شعره العظيم. بيد أن استعمال الفارسية الحديثة ظهر أيضا بادئ ذي بدء في الآثار الشعرية والأدبية الخاصة فحسب. أما الموضوعات الدينية والفلسفية والعلمية فقد احتفظت العربية فيها بسلطانها الكامل على وجه التقريب إلى زمن متأخر جدا، ولم يتخذ الإيرانيون عادة استعمال الفارسية في كتبهم العلمية إلا نحو نهاية العصر الذي ندرسه.
المبرر الثاني:
كان المسيحيون السريان - مع كثرة استعمالهم اللغة العربية - يستخدمون اللغة السريانية في كتبهم أيضا في جميع الأزمنة، ولكن من الواضح الجلي أننا لا نستطيع أن ننظر في شخص واحد كابن العبري، أو إلى شخصين اثنين، بأن نبحث كتبه العربية في مكان وكتبه السريانية في مكان آخر.
المبرر الثالث:
ومثل ذلك يمكن أن يقال إلى اليهود في استعمالهم العبرية؛ فإن العلماء العظام منهم، مثل إسحاق الإسرائيلي وموسى بن ميمون كتبوا جميع كتبهم تقريبا بالعربية، ولكن كتبهم هذه سرعان ما ترجمت إلى العبرية. وهناك آخرون كتبوا باللغتين على التناوب، وفي نهاية العصر الذي نحن بصدده نلاحظ عند يهود الأندلس غلبة ظاهرة اللغة العبرية، بل نشاهد أيضا عندهم الميل إلى تعريف شعوب غربي أوروبا بالكتب العلمية العظيمة المؤلفة باللغة العربية، وذلك بواسطة ترجماتها العبرية، فمن الجلي أن جميع هذه الكتب التي كتبت بالعبرية يمكن عدها منفصلة عن جملة العلم العربي في دراسة تاريخية جادة.
26
ويختم ألدو مييلي كلامه في ذلك فيقول: «ومفهوم أننا نتحدث في هذا الكتاب عن العلم العربي بوجه خاص»؛ أي بالمعنى الذي ذكرناه أخيرا «ولكن تجنبا لكل التباس ينبغي أن نوضح بصراحة أنه في كل موضع نستعمل فيه لفظ «عربي» دون تحديد خاص (مهما كان المعنى المقصود مبهما أو مختلفا فيه) فنحن نفهم من لفظ «عربي» وحده كل ما كان خاضعا للتأثير المباشر أو غير المباشر للمحيط الذي أوجده الفتح الإسلامي، وما حققه الخلفاء في الدول العربية، أو حققته الدول التي بقيت إسلامية بعد استقلالها.»
نامعلوم صفحہ