سائنسی سوچ اور جدید حقیقت کے رجحانات
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
اصناف
12
إلا أن هناك مستشرقين آخرين، يرون أن العلم العربي ليس مأخوذا فقط عن اليونان، بل هو من إنتاج الفرس. ومن هؤلاء المستشرق الفرنسي «سيريل ألقود» الذي يقول: «إن ما عرف بالعلم العربي ما هو إلا إنتاج الفرس.» وسيستشهد «ألقود» على ذلك ب «براون»
Brown
في كتابه عن «تاريخ الفرس» الذي يقول فيه: «إذا حذفنا من علوم العرب ما كان من إنتاج الفرس حذفنا منها أجل ما حوت من مادة.»
13
صدرت هذه الأحكام القاسية على تراثنا العلمي العربي، والغريب أن هؤلاء المستشرقين، قد اعتمدوا في آرائهم تلك، كما يذكر المستشرق «مارتن بلسنر»، على ما أكده ابن خلدون من أن العرب الخلص لعبوا دورا صغيرا فحسب في التطور الأساسي للعلوم عند المسلمين، وأن معظم الفضل في ذلك ينبغي أن ينسب إلى الفرس والنصارى واليهود. وهذا ما ورد في مقدمة ابن خلدون: الفصل الحادي والعشرون «في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع»، وأيضا في قوله: «من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم من العجم.»
14
كما يتبنى المستشرق الفرنسي (أ. ف. قويتي) آراء ابن خلدون ويجعل منه عبقرية غربية فيقول: «ومما يلوح للأعين من أول ذلك ينبغي أن ينسب إلى الفرس والنصارى واليهود.» ويستشهد على صحة رأيه في نظره بأن ابن خلدون كان له اهتمام كبير بروح النقد؛ أي إن هذا الشرقي كان يتصور التاريخ تصورا غربيا: «أليس في الإمكان أن نوقن أنه قد بلغت نفحة من نهضتنا الغربية إلى روح ابن خلدون الشرقية؟»
15
وإذا كان بعض هؤلاء المستشرقين قد تمكنوا أن يتبنوا رأيا لرجل فكر عربي مسلم مثل «ابن خلدون»، وأن يؤولوا ظاهرة بما يتلاءم مع نزعتهم العنصرية المستهجنة للجنس العربي، فقد أخطئوا خطأ فادحا؛ فابن خلدون ليس مستهجنا للجنس العربي مستخفا بقدرته على الإنتاج العلمي، وما كان يقصده ابن خلدون بلفظ العرب هم طائفة «الأعراب» أهل البدو الرحل، الظعن ل «ارتياد المسارح والمياه لحيواناتهم»، المتقلبون في الأرض، فيقول بالحرف الواحد: «وهؤلاء هم العرب، وفي معناهم ظعون البربر وزناتة بالمغرب، والأكراد والتركمان والترك بالمشرق.»
نامعلوم صفحہ