ولما فض بالاختتام ختامها، وبلغ إلى الإتمام انطباعها واهتمامها، وانتشرت في الأطراف كانتشار الذباب، كلما ذب(1)آب(2)(3)، واشتهرت في الأكناف كاشتهار السراب{بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}(4)، إلا الرمل والتراب، وصلت إلي نسخة منها، وكنت مشتاقا إلى معاينة جمالها، ومشاهدة كمالها، ورفع نقابها، ودفع حجابها، ظنا مني أنها مخدرة جميلة، معززة بين أقرانها، ومفرجة(5) شكلية، معزرة(6) بين أشباهها.
فبعد ما لمستها بيدي، ونظرتها بعيني، وجدتها كاسدة، غير نافقة، لا تباع ولا تشترى في سوق العلم والعلى بفلوس رائجة، فضلا عن دراهم ناحزة(7)، ومن يشتريها اغترارا بشهرة جمالها يردها إلى بائعها بخيار العيب والرؤية، ويضمن بائعها ما أدى إليه من القيمة.
بل هي حقيقة بأن لا يقبلها أحد من أصحاب الفقه والسنن، وإن أعطاه أحد من تجارها بغير ثمن، وهي مملؤة بصنوف من المكر والتزوير، وغيرها مما ينكر عليه أشد النكير:
صفحہ 29