ولا يخفى على أهل النهى(1)، أن هذه نصرة لا يرضى بها أهل الحجى، بل يسخط عليها المنصور ويردى، فإن عدم التزام صحة المنقول، وعدم الاهتمام بثقة المنحول(2)، ليس من شأن أرباب العقول، بل من شأن أصحاب الغفول(3).
وهو وصف لا يرتضي به الفاضل الكامل، الواصل العاقل، اليافع النافع، الرافع الناصع، المعلم المدرس، المكرم الغير الملبس، بل هو وصف لا يتصف به إلا حاطب الليل، كاسب الويل، سارق الإبل والخيل، غارق أودية(4) السيل(5)، مطفف الوزن(6)والكيل، معرف(7) الوهن والميل(8)، الباعد عن مسلك أحسن القيل(9)، الحائد(10) عن منسك أحسن النيل، السالك مسالك أهل الظلام، الناسك مناسك اللئام(11)، الغير الفارق بين الشمال واليمين، وبين الغث والسمين، وبين الشيخ والجنين، وبين البنات والبنين، وبين الخائن والأمين، وبين الضحك والأنين(12)، وبين الصوت العرفي والطنين(13)، وبين المنزه والظنين(14)، وبين السخي والضنين، وبين الرجيح والمهين(15)، وبين القبيح والمتين، وبين الطل والماء المعين، وبين المكان والمكين.
صفحہ 22