فلما وقف معاوية على الكتاب ، دفعه إلى ابنه يزيد ، فلما قرأه قال 84ب] يا بني ما ترى ؟ قال : أرى أن أنفذ إليه جيشا أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه ؛ قال : أوخير من ذلك يا بني ؟ علي بدواة وقرطاس وكتب : وقفت على كتاب ابن حواري رسول الله صلعلم وساءني ما ساءه فالدنيا بأسرها عندي هينة في جنب رضاه ، وقد كتبت على نفسي صك بالأرض والعبدان ، وأشهدت على نفسي ، فليضفها مع عبدانها إلى أرض عبيده ، والسلام فلما وقف عبد الله على كتاب معاوية كتب إليه : وقفت على كتاب أمير لمؤمنين ، أطال الله بقاءة ، ولا عدم الرأي الذي من قريش هذ المحل ؛ والسلام فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله ، دفعه إلى ابنه يزيد ، فلما قرأه أسفر وجهه ، فقال : يا بني ، إذا بليت بمثل هذا الداء فداوه بمثل هذا الدواء 840 5 وقال بعضهم في ذلك : [ من الطوير 839 5 المستجاد من فعلات الأجواد 34 - 35 .
5840 الأبيات لأوس بن حبناء ، في : سمط اللآلي 2/ 852 والحماسة 266/1 والتذكرة السعدية 120 - 11 وفي : نهاية الأرب 66/6 لأوس بن حسان !
الأبيات للمغيرة بن حبناء ، في : معجم الشعراء 323 والحماسة البصرية 2/ 934 28 هوانا وإن كانت قريبا أواصره بهاذا المرء أؤلاك الهوان فأؤل وإن أنت لم تقدز على أن تهينه فذزه إلى اليوم الذي أنت قادر هارب إذا ما لم تكن لك قدرة وصمم إذا أيقنت أنك عافره 84 5 وقالت الحكماء : لا تعادي السفلة بأكثر من التغافل عنه ، والتشاغل بما مو أهم منه ؛ فإنك إن كارمته لم تنتفع بمداراته ، وإن قاومته نزلت إلى يساوات 842 5 وكان يقال : استعن على من لا تطيقه[85ا] بالخضوع 842 5 وقد قيل : إذا لم تستطع أن تعض يد عدوك فقبلها 844 5 كما قيل ف ذلك : [من الطويل كم من يد قبلتها عن ضرورة وكان مرادي قطعها لو أمكن وإني على حلو الزمان ومره أدافع وقتي بالتي هي أحسر 84 5 وقال أفلاطن : استعمل المداراة في قوة سلطانك ، فإنها تؤنسك مان خوفك ، وتملك قلوب المنحرفين عنك 846 5 وقال عبد الملك بن مروان يوما لأهل بيته وجلسائه : لينشدني كل منكم أخسن ما سمعه ؛ فأنشدوا لامري القيس والنابغة وزهير والأعشى وأكثروا حتى أتوا على محاسن ما يحفظون فقال عبد الملك : أشعرهم والله - معن بن أوس ، الذي يقول : [ من الطويل ] بلا نسبة في : البيان والتبيين 2/ 357 ولباب الآداب 48 - 49 5846 الخبر والأبيات في : زهر الآداب 817/2 ومعاهد التنصيص 21/4 . والأبيات في ديوانه 40 - 46 وفيه تخريجه 229 وذو رحم قلمت أظفار ضغنه بحلمي عنه وهو ليس له حلم ناذا سمته وصل القرابة سامن تقطيعه تلك السفاهة والظل حاول غمي لا يحاول غيره كالموت عندي أن يحل بي الغم وأسعين لكي أبني فيهدم صالحي وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم ما زلت في لين له وتعطف عليه كما تحنو على الولد الأم أستل منه الغيظ حتى سللته إن كان ذو ضغن يضيق به الحلم أطفأت نار الحرب بيني وبينه فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم [85ب] ذكر الصبر على الأذى ، والشكر لله تعالى 847 5 اعلم أن الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر ؛ على ما شهدت به الأخبار والاثار 1 - أما الصبر : فقد قال الله تعالى في الثناء عليه : ( وجعلنا منهم أيمة يهدوت بأمرينا لما صبروا وكانوا بعاليلينا يوقنون ) [السجدة : 24] وقال عز جل : ( وتمت كلمث ريك الحسفى على بفي إسرته يل يما صبروا) [الأعراف : 137] وقال عز وجل : ( ولنجزين حين صبروا اجرهمر باحسن ما كانوا 4 22 - حملورت [النحل : 96] 84 5 وقال بعض الصحابة رحمهم الله : ما كنا نعد إيمان الرجل، يمانا ، إذا لم يصبر على الأذى . ثم قال عز وجل : ( ولنصيررت على ما ءاذيسمونا وعلى الله ليتوكل المتوكلون) [إبراهيم : 12] 849 5 وقال ابن عباس رضي الله عنهما : الصبر في القران على ثلاثة أوجه 230 صبر على أداء الفرائض، وله ثلاثمئة درجة ، وصبر على محارم الله تعالى ، وله ستمئة درجة ، وصبر على المصيبة [عند] الصدمة الأولى ، وله تسعمئة درجة 850 5 وقد قيل : إن الصبر الجميل هو أن لا يعرف صاحب المصيبة ؛ ولا يمكن الوصول إلى هذا إلا برياضة طويلة في مدة مديدة 2 - وأما الشكر : ففضيلته أن الله تعالى قرنه بالذكر مع الشكر : ( ولذكر الله أتبر ) [العنكبوت : 45] وقال عز وجل : (فأذكون أذكزج وأشكروا لى ولا تعرون ) [البقرة : 152] وقال عز وجل : ( وسنجزى لشدكرين) [آل عمران : 145] (وقلل من عبارق الشكور) [سبا : 13] 851 5 [186] حدثنا أبو عبيد ، قال : حدثنا أبو الأسود ، عن ابن لهيعة ، عن زهرة بن معبد ، أنه سمع أبا عبد الرحمن(2) الحبلي يقول في قول الله ( اعلوا عال داودد شكرا وقليل من عبادى الشكور 9 [سبا : 13] قال : الصوم شكر ، والصلاة شكر ، وكل عمل تعمله لله شكر 85 5 ومن الأخبار قوله صلم : « الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر » 853 5 وحقيقة الشكر أن تعلم أنه لا منعم إلا الله ، ثم تعرف تفاصيل نعم الله عليك في جسدك وروحك ، وفي أعضائك ، وجميع ما تحتج إليه 5851 تفسير الطبري 236/19 (1) في الأصل : زهرة بن سعيد ، تحريف (2) في الأصل : أبا عبد المنعم ، خطأ ، صوابه المثبت أعلاه عن الطبري 5852 الحديث في : سنن الترمذي 4/ 264 رقم (2486) وستن ابن ماجة 561/1 رقم (1764) ومسند أحمد 2/ 283 و289 وحلية الأولياء 142/7 ومختصر تاريخ دمشق 315/4 231 معيشتك ، ثم إذا عرفت ذلك ظهر في قلبك فرح بالله عز وجل ونعمت تفضله عليك ؛ ثم تحرص في العمل بموجبه ، وذلك بالقلب واللسان سائر الجوارح ؛ أما القلب فيضمر الخير لجميع الخلق ، وتحصر ما بدا في ذلك لله تعالى ، ولا تنس منعمك 85 5 لمحمد بن يسير : [من البسيط ر إذا اشتدث مسالكها فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا بالن الأم تيأسن وإن طالث مطالبة إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا خلق بذي الصبر ان يحظى بحاجته وعدمن القرع للأبواب أن يلجا 855 5 وقال آخر : [ من الوافر] التحف الفتى بالصبر إلا وكفت عنه أيدي النائبات 86ب] وذو الصبر الجميل يفيد عز وذكرا في الحياة وفي الممات 856 5 وقال آخر في ذلك : [من الكامل ما زلت أدفع شدتي بتصبري حتى استرحت من الأيادي والمن- فاصبر على نوب الزمان تكرما فكأنما قد كان منها لم يكن 85 5 وقال آخر : [ من مجزوء الكامل ] 5854 ديوانه 54 وفيه تخريجه 585 البيتان بلا نسبة في : الفرج بعد الشدة 66/5 85 البيتان لأبي الحسين الأطروشي المصري ، في الفرج بعد الشدة 67/5 . وبلا نسبة في المنتخل 693/2 851 5 البيتان لأبي العتاهية ، في مستدرك ديوانه 537 بلا نسبة في : الفرج بعد الشدة 68/5 والعقد الفريد 3/31٠ 232 اصبر لدهر نال منك فهكذا مضت الدهور فرخ وحزن مرة لا الحزن دام ولا السرور 858 5 وجاء في قول الله تعالى : ( يتأيها الزي ءامنوا أصبروا وصابروا ورابطوا) [آل عمران : 20٠] قال المفسرون : اصبروا على المصائب ، وصابروا على كتساب المراتب 85 5 وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الصبر من الإيمان ، بمنزلة يكرأس من الجسد ؛ ولا إيمان لمن لا صبر له 860 5 وقيل : من تدزع بالصبر ، قوي على نوائب الدهر 861 5 وأقما الصبر على المصيبة : حدثنا بإسناده عن معاذ بن جبل ضي الله عنه ، أنه قال : مات لي ابن ، فكتب لي رسول الله صلم : « من محمد رسول الله ، إلى معاذ بن جبل ، سلام الله عليك ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فعظم الله لك الأجر ، وألهمك الصبر ، ورزقنا وإياك الشكر ، ثم إن أنفسنا وأموالنا وأهلنا وأؤلادنا ، من مواهب الله الهنية [87ا] وعواريه المستودعة ، يمتعنا بها إلى أجل معدود ، ويقبضها لوقت معلوم ، ثم افترض الله علينا الشكر إذا أعطى ، والصبر إذا ابتلى ، وكان ابنك هذا من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة ، متعك به في غبطة وسرور قبضه بأجر كبير ، إن صبرت فاحتسب 859 5 البيان والتبيين 77/2 وبهجة المجالس 249/1 861 5 مختصر تاريخ دمشق 24/ 382 والمستطرف 3/ 332 232 ١ تجمعن عليك يا معاذ أن يحبط جزعك [أجرك] ، فتندم على ما فاتك ، فلو قدمت على ثواب مصيبتك علمت أن المصيبة قد قصرت عنه ، واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ، و لا يدفع حزنا ، وليذهب أسفك بما هو نازل بك ، فكأن قد جاء الموت ، والسلام » معنى قوله : « فليذهب أسفك بما هو نازل بك » يعني به : فليذهب محزنك بابنك ، التفكر في نفسك، إذ أنت عن قريب لاحق ومعنى [ قوله ] : « فكأن قد جاء الموت » [ يعني به : ] وإن الذي جزع من المصيبة ويعظمها في نفسه ، وينسى نفسه ، فقد حصل في حيز خبال العقل وذهاب الدين ، لأنه يشكو ربه عز وجل ، ويريد أن يرد عليه ضاءء 861 5 وقد ورد أنه لما مات إبراهيم عليه السلام ابن رسول الله صلم ذرفت عيناه ، فقال عبد الرحمن : يا رسول الله ، أتبكي ؟ ! أولم تنه عن البكاء ؟
قال : « لا ، ولكن نهيت عن النوح والغناء ، وعن الصوتين الأحمقين الفاجرين : أما صوت الغناء ، فإنه لعب ولهو [87ب] ومزامير الشيطان ، عن خمش الوجوه ، وشق الجيوب ، ورنة الشيطان ؛ ولكن هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب الرحماء، ومن لا يرحم لا يرحم » ثم قال قلب يحزن والعين تدمع ، ولا نقول ما يسخط الرب» 863 5 وروي أيضا عن النبي صلم أنه قال : « من عزى مصابا كان له مثا جره » 862 5 الحديث بغير هذا الوجه في : سنن الترمذي 318/2 رقم (1005) 5862 الحديث في : سنن الترمذي 371/2 رقم (1٠73) وسنن ابن ماجة 511/1 رقم (16٠2) 34 864 5 وقال ابن عباس رضي الله عنهما : أول شيء كتبه الله تعالى في لمحفوظ : « إنني أنا الله ، لا إله إلا أنا ، محمد رسولي ، من استسلم لقضائي ، وصبر على بلائي ، وشكر نعمائي ، كتبته صديقا ، وبعثته مع لصديقين ؛ ومن لم يستسلم لقضائي ، ولم يصبر على بلائي ، ولم يشكر عمائي ، فليتخذ لنفسه إلها سواي 865 5 وقال ابن المبارك : المصيبة واحدة ، فإن جزع صاحبها فهي اثنتان بإحداهما المصيبة ، والثانية ذهاب أجر المصاب ، وهي أغظم ه المصيبة 866 5 ونيل في المعنى : [من السريع الدهر لا يبقى على حالة لابد ما يقبل أو يدبر مإن تلقاك بمكروهه فاصبر فإن الدهر لا يصبر 867 5 وقال آخر(1) في المعنى : [من البسيط ] هي المقادير تجري في أعنتها فاضبر فليس لها صبر على حال 5864 المستطرف 326/3 5865 القول لابن السماك في : المستطرف 326/3 والتذكرة الحمدونية 95/4 586 البيتان في : الفرج بعد الشدة 41/5 لأبي العتاهية ، وليسا في ديوانه وبلا نسبة في : المستطرف 340/2 .
5867 البيتان للعوائق بالله في : الفرج بعد الشدة 64/5 والبيت الأول لأبي دلف في ديوانه (ضمن شعراء عباسيون) 54/2 عن التمثيل والمحاضرة 329 وهما بلا نسبة في : الحماسة البصرية 2/ 793 والمستطرف 2/ 353 (1) في الأصل : وقال أيضا .
35 يوما تريك وضيع القوم مرتفعا إلى السماء ويوما تخفض العالي 86 5 [88أ] ومن كلام ابن المعتز : الحوادث الممضة مكسبة لحظوظ جزيلة ؛ بنها ثواب مدخر ، وتطهير من ذنب ، وتنبيه من غفلة ، وتعريف لقدر النعمة ، ومرون على مقارعة الده 86 5 وقال الشيخ أبو علي ، حسن بن رشيق الأشدي : الصابر على المخنة - أعزك الله - بين أجر يدخر ، وفرج ينتظر ، وجلد يشكر ، وذنوب تغفر استظهار في الحزم ، وتنغيص على الشامت ونكبة الحزم كالنار للتبر ، إن حطت وزنه رفعت ثمنه ، وإن نهكته النماذابة ، فقد أكسبته صلابة ، فنقصه ازدياد ، ولينه اشتداد .
87 5 وقد ذكر الله عز وجل في مواضع من القرآن في حق الصبر ، منها فقوله عز وجل : ( إنما يوف الصبرون أجرهم بغير حساب) [الزمر : 1٠] . وقال مخاطبا لنبيه صل ل لي أصبر وما صبك إلا يألو) [النحل : 127] والصبر في اللغة : حبر 5 النعس عن مرادها ؛ قال الله تعالى : ( فصتبر جميل) [يوسف : 18) .
قال : من رجع إلى قصائه وقدره ، وهون على نفسه تقاديره ، وعلم أن الدنيا دار امتحان وبلية ، وأن الأمور مفاتيحها ومقاديرها بيد الله عز وجل أناخ نفسه على البلية ، فصبره جميل وجزعه قليل ، وربه له معين ، لأن الرجل وإن كان عالما بالمقادير ، فإن نفسه فارة عن احتمال المكاره [88ب] إن كان راضيأ على ما تجري به المقادير ، فصار صبره جميلا ، لحمله احتماله البلية 868 5 له في : زهر الآداب 2/ 560 . وبلا نسبة في : التذكرة الحمدونية 311/4 .
5860 (1) الحسن بن رشيق القيرواني ، الأزدي ، أبو علي ، شاعر ، أديب ، نحوي لغوي ، كثير التصنيف . (معجم الأدباء 861/2 ن63 من صبر الصبر الجميل : هو الصبر الذي لا شكوى فيه ولا رجوع ، يكون صبره لله وبالله ، لا على دونه العوض والثواب ؛ لأن الشكوى للمتلوقين خروج عن الصبر ، والصبر والشكوى إلى الله عز وجال ستعا حتنه على الصبر ، والاستعانة لا تخرجه عن الصبر 871 5 وقال بعضهم : [ من الطويل سبرت ولم أطلغ هواك على صبري أخفيت ما بي منك عن موضع السر مخافة أن يشكو ضميري صبابتي إلى دمعتي سرا فتجري ولم .
872 5 وقيل : أدل بيت في الصبر ، قول يعقوب عليه السلام : [ من الطويل فصبر جميل في الذي جئتم ب حسبي إلهي في المهمات كافيا 872 5 وقال أبو علي الدقاق(1) : اصبر ساعة ، فيان فلاح الدنيا والآخرة ف بر ساعة 874 5 ولعلي عليه السلام : [من السريع] اضبر على الظلم ولا تنتصر فالظلم مردود على من ظلم يا أيها الظالم في فعله اقصر فعقبى الظالمين الندم إلى متى أنت وحتى متى شكو المصيبات وتنسى النعم: 87 5 البيتان بلا نسبة في : طبقات الأولياء 75 والمختار من مناقب الأخيار 3/ 503 87 5 له في الجليس والأنيس 114/3 5833 (1) هو الحسن بن علي بن محمد ، أبو علي الدقاق ، النيسابوري ، الزاهد ، شيخ الصوفية ، توفي سنة 406ه . (الوافي 165/12) .
نامعلوم صفحہ