ومولاكَ، مولاك الذي إن دعوته ... أجابك طوعًا والدماءُ تصببُ
فلا تخذل المولى، وإنْ كان ظالمًا ... فإنَّ به تثأى الأمور وترأبُ
قال أبو كدام التيميَّ:
لله تيمٌ أيُّ رمحِ طراد ... لاقى الحمام به وفصل جلادِ
ومحشِ حربٍ مقدم متعرض ... للموت غير معرد حيادِ
كالليثِ لا يثنيه عن إقدامه ... خوف الردى وقعاقع الإيعادِ
مذلٌ بمهجته إذا ما كذتبْ ... خوفَ المنية نجدةُ الأنجادِ
ساقيته كأس الردى بأسنة ... ذلقٍ مؤللة الشفار حدادِ
فكأنما كانتْ يدي من حتفه ... لما انثنيتْ بها على ميعادِ
قال شبيل الغزاري، وحاربه بنو أخيه فقتلهم:
أيا لهفي على منْ كنتُ أدعو ... فيكفيني وساعدهُ الشديد
وما عن ذلةٍ غلبوا ولكنْ ... كذاك الأسدُ تفرسها الأسودُ
قال قطري بن الفجاءة المازني:
ألا أيها الباغي البراز تقربنْ ... أساقكَ بالموت الذعاف المقشبا
فما في تساقي الموتِ في الحرب سبةٌ ... على شاربيه فاسقني منه واشربا
قال وداك بن نميل المازني:
نفسي فداءٌ لبني مازن ... من شمس في الحربِ أبطال
هيمُ إلى الموتِ إذا خيروا ... بين تباعاتٍ وتقتال
حموا حماهم وسما بينهم ... في باذخاتِ الشرفِ العالي
قال أوس بن ثعلبة:
جذامُ حبلِ الهوى ماضٍ إذا جعلتْ ... هواجس الهمَ بعد النوم تعتكرُ
وما تجهمني ليلٌ ولا بلدُ ... ولا تكاءدني عن حاجتي سفرُ
قال سوار:
أجنوبُ إنكِ لو رأيتِ فوارسي ... بالسيف حين تبادرَ الأشرارُ
سعةَ الطريق مخافةً أن يؤسروا ... والخيلُ تتبعهم، وهمْ فرارُ
يدعون سوارًا إذا احمرَّ القنا ... ولكلَّ يوم كريهةٍ سوارُ
قال أبو حزابة، أو ابن حزابة التيمي:
مشمرُ للمنايا شوهُ إذا ... ما ألوغد أسبل ثوبيه على القدم
خاض الردى في العدى قدمًا بمنصله ... والخيل تعلكُ ثني الموت باللجمِ
وهم مئونَ ألوفًا، وهو في نفرٍ ... شمَّ العرانين ضرابينَ للبهمِ
قال آخر:
فيا عجلُ عجل القاتلين بذحلهم ... غريبًا لدينا من قبائل يحصبِ
جنيتم وجرتم إذ أخذتم بحقكم ... غريبًا زعمتم مرملًا غير مذنبِ
فلم تدركوا ثأرًا ولم تذهبوا بما ... فعلتم بني عجلٍ إلى وجهِ مذهبِ
وما قتلُ جانٍ غائب عن نصيره ... لطالب أوتار بمسلكِ مطلبِ
ولكنكم خفتم أسنةَ مازن ... فنكبتمُ عنها إلى غير منكبِ
وقد ذقتمونا مرةً بعد مرة ... وعلمُ بيانِ المرءِ عندَ المجربِ
قال رجل من بني نمير:
أنا ابنُ الرابعينَ من آلِ عمرو ... وفرسانِ المنابر من جنابِ
نعرض للسيوفِ إذا التقينا ... وجوهًا لا تعرضُ للسبابِ
فآبائي سراةُ بني نمير ... وأخوالي سراةُ بني كلابِ
قال الهذلول بن كعب الغنوي:
تقول، وصكتْ نحرها بيمينها ... أبعلي هذا بالرحى المتقاعس
فقلتُ لها لا تعجلي وتبيني ... بلائي إذا ألتفتْ عليَّ الفوارس
لعمرُ أبيكِ الخيرِ إني لخادمٌ ... لضيفي وإني إنْ ركبتْ لفارس
وغني لأشري الحمدَ أبغي رباحهُ ... وأتركُ قرني وهو خزيانُ ناعس
وأحتمل الأوقَ الثقيل وأمتري ... خلوفَ المنايا حين فرَّ المغامسُ
وأقري الهمومَ الطارقات حزامةً ... إذا كثرتْ للطارقات الوساوسُ
قال قبيضة بن جابر النصراني الجرميَّ:
لنا الحصنان من أجأٍ وسلمى ... وشرقياهما غير انتحالِ
وتيماءُ التي من عهد عادٍ ... حميناها بأطراف القوالي
وعاجمتُ الأمورَ وعاجمتني ... كأني كنتُ في الأمم الخوالي
قال سالم بن وابصة:
عليك بالقصدِ فيما أنتَ فاعله ... إنَّ التخلق يأتي دونه الخلق
وموقفٍ مثل حدَّ السيفِ قمتُ به ... أحمي الذمار وترميني به الحدق
فما زلقت، ولا أبليتُ فاحشةً ... إذا الرجالُ على أمثالها زلقوا
قال عامر بن الطفيل:
قضى الله في بعض المكاره للفتى ... برشد وفي بعض الهوى ما يحاذرَ
ألم تعلمي أني إذا الألفُ قادني ... إلى الجور لا أنقادُ والألفُ جائر
1 / 8