ألا لا تلمهُ اليوم أن يتبلدا ... فقد غلبَ المحزونُ أن يتجلدا
وما العيش إلا ما يلذُّ ويشتهي ... وإنْ لامَ فيها ذو الشنان وفندا
بكيت الصبا جهدي فمن شاء لامني ... ومن شاءَ آسى في البكاءِ وأسعدا
إذا كنتَ عزْ هاةً عن اللهو والصبا ... فكن حجرًا من يابسِ الصخر جلمدا
علاقةُ حبّ لجّ في سننِ الصبا ... فأبلى وما يزدادُ إلا تجددا
قال آخر:
وقالوا قذافُ النأي تسلي فما لها ... رمتنا فزادتنا على نأيها وجدا
بلى قد يجنُّ الصبُّ لوعاتِ شجوه ... فتحسبه جلدًا وقد بلغ الجهدا
قال النمري:
ومنازلٌ لك بالحمى ... وبها الخليطُ نزولُ
أيامهنَّ قصيرةٌ ... وسرورهنَّ طويلُ
وسعودهنَّ طوالعٌ ... ونحوسهنَّ أفولُ
والمالكيةُ والشبابُ ... وقينةٌ وشمولُ
قال أعرابي:
ألا أيها القلبُ الذي قد تحيرا ... أفقْ قد صحا من كان يهوى وأقصرا
عدِمتك من قلب شعاع مولهٍ ... ألا يتسلى من قلى وتغيرا
كأنْ لم تجدْ مضَّ التصابي ولوعةً ... يجاذبُ دمع العين حتى تجددا
فلله قلبٌ فرقَ الشوقُ عزمه ... إذا سيم معروق العزاء تنكرا
قال نصيب:
أمِن طللٍ راجعتَ جهلك بعدما ... دنا منك صبرٌ عنهمُ وتجلد
تطيفُ بك الأحزانُ حتى كأنما ... لها عند تذكار الأحبة موعدُ
قال إسماعيل بن يسار:
لو تبذلين لنا دلالكِ مرةً ... لم نبغِ منك سوى دلالكِ محرما
ما ضرَّ أهلكِ لو تطوفَ عاشقٌ ... بفناء بيتكِ أو ألم فسلما
قال ثعلبة بن أوس:
خليلي إني قد أرقتُ وشاقني ... بريقٌ كنبضِ العرقِ بتُّ أراقبهْ
فلم أرَ مثلَ الحبّ داءً لمسلمٍ ... ولا مثل ما بي لا يقيد صاحبه
قال غيره:
أسلامُ إنكِ قد ملكتِ فأسجحي ... قد يملك الحرُّ الكريم فيسجح
إني لأنصحكم وأعلمُ أنه ... سيان عندك من يغش وينصح
لبعض الحجازيين:
طال المطالُ ولجّ في حبسي ... وبخستُ ديني أيما بخسِ
أمسى أوملكم فيخلفني ... أملي وأصبح كالذي أمسي
قال ذو الرمة:
إذا راجعتك القول مية أو بدا ... لك الوجهُ منه أو نضا الدرع سالبه
فيا لك من خدٍّ أسيلٍ ومنطقٍ ... رخيمٍ ومن خلقٍ تعللَ جاذبهْ
قال المرار:
إذا نزلتْ وحشيةُ النجد لم يكن ... لعينيك مما يشكوان طبيبُ
وكانتْ رياحُ الشام تكره مرة ... فقد جعلت تلك الرياحُ تطيبُ
قال جميل:
وإني لأرضى منك يا بثن بالذي ... لو استيقن الواشي لقرتْ بلابلهْ
بلا وبألا أستطيع وبالمنى ... وبالأملِ المكذوب قد خاب آملهْ
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي ... أواخره لا تنقضي وأوائلهْ
قال المنذر بن الجعد:
كفا حزنًا ألا يزال يعودني ... على النأي طيفٌ من خيالك يا نعم
وأنتَ كمثلِ النجم في البعد هل لنا ... من النجم إلا أن يقابلنا النجم
قال ذو الرمة:
ألما على الدار التي لو وجدتها ... بها أهلها ما كان وحشًا مقيلها
وإنْ لم يكن إلا معرج ساعة ... قليلًا فإني نافعٌ لي قليلها
وله أيضًا:
وإني وإنْ باعدتني وهجرتني ... يقربني أن ليس لي عنك مذهبُ
وإنكِ مني بالمكانِ الذي به ... يحل سوادُ القلب بل أنتَ أقربُ
فلو كنتِ ترعين النجوم كرعيتي ... وعينك من ماء الصبابة تسكبُ
لأيقنتِ أنَّ الحبّ مرُّ مذاقه ... وأنَّ الذي يهوى شقيٌّ معذب
قال آخر:
وإني لأغضي الطرفَ عنها تسترًا ... ولي نظرٌ لولا الحياءُ شديدُ
و... قالتْ لقد نلتُ وده ... وما ضرني بخلٌ فكيف أجودُ
لآخر:
بنفسي الذي إنْ قال خيرًا وفى به ... وإنْ قال شرًا قالهُ وهو مازحُ
ومن قد رماهُ الناسُ حتى اتقاهمُ ... ببغضي إلا ما تكن الجوانحُ
قال آخر:
باتتْ تسوفني برجع حنينها ... وأبيتُ أسهرها برجع حنيني
إلفان مغتربان بين مهامه ... طويا الضلوع على هوىً مكنونِ
قال كثير بن عمرو الهلالي:
تصدتْ لنا ليلى الغداةَ تعمدًا ... لتزدادَ حزنًا بعد طولِ ضمانِ
1 / 55