وكنتُ إذا استودعتُ سرًا طويتهُ ... بحفظٍ إذا ما ضيعَ السرَّ ناشرهُ
وإني لأعرى بالمغيبة صاحبي ... حياء كما أرعاهُ حين أحاضرهُ
وقد كانَ قلبي في حجاب يكنه ... فحبك من دون الحجاب نباشرهُ
لمهاجر بن عبيد الأسدي:
أجنُّ إلى ليلى وأحسبُ أنني ... كريمٌ على ليلى وغيري كريمها
أإنْ آثرتْ بالودَ أهلَ بلادها ... على نازح من أرضها لا ألومها
فلا يستوي منْ لا يرى غير لمة ... ومن هو ثاو عندها لا يريمها
لجميل:
أظنُّ هواها تاركي بمضيعة ... من الأرض لا مالٌ لديَّ ولا أهْلُ
ولا أحدٌ أوصي إليه وصيتي ... ولا وارثٌ إلا المطيةُ والرحلُ
قال آخر:
يحدث أسراري عدوي وإنني ... على سرها من أن يباح شحيحُ
وإني لأطوي السرَّ في مضمر الحشا ... لألقاكِ يومًا والأديمُ صحيحُ
قال آخر:
إذا شئتِ تخفي الذي بي فقيدي ... دموعي وخلي عن رقادي لأرقدا
فأنتِ التي أحللتني ساحة الهوى ... وعودت دمعي عادةً فتعودا
قال آخر:
أقول لماء العين امعن لعلها ... بما لا يرى من غائب الوجه تشهدُ
ولم أرَ مثل العين ضنتْ بمائها ... علي ولا مثلي على الدمعِ يحسدُ
قال آخر:
كأن فؤادي صدعْ ساقٍ مهيضةٍ ... عنيفٌ مداويها بطيء حبورها
فإنْ عصبوها بالجبائر أوجعتْ ... وإنْ تركوها أنبت صدعًا وقورها
قال آخر:
وعلقتُ ليلى وهي ذاتُ ذوائبٍ ... تردّ علينا بالعشيّ المراميا
فشب بنو ليلى وشبّ بنو ... ... وأعلاقُ ليلى في الفؤاد كما هيا
قال الطهمان:
خليليَّ إني اليومَ شاكٍ إليكما ... وهل تنفع الشكوى إلى من يزيدها
فشب بنو ليلى وشبَ بنو.... ... أظلَّ بأطرافِ البنان أذودها
خليلي شدا بالعصائبِ وانظرا ... إلى كبدي هل بتّ صدعًا عمودها
ولن يلبث الواشونَ أن يكسروا العصا ... إذا لم يكن صلبًا على البري عودها
قال عمر بن أبي ربيعة:
قالت سكينةُ والدموعُ ذوارفٌ ... منها على الخدين والجلباب
ليتَ المغيريَّ الذي لم أجزهِ ... فيما أطالَ تصيدي وطلابي
كانت ترد لنا المنى أيامنا ... إذا لا نلامُ على هوىً وتصابي
خبرتُ ما قالت فبتُ كأنما ... يرمى الحشا بنوافذِ النشابِ
أسكينَ ما ماءُ الفراتِ وطيبه ... منا على ظمأٍ وحبِّ شرابِ
بألذَّ منكِ وإنْ نأيتِ وقلما ... ترعى النساءُ أمانة الغيابِ
لبكر بن النطاح:
وكذبتُ طرفي عنكَ والطرفُ صادقٌ ... وأسمعتُ أذني فيك ما ليس يسمعُ
ولم أسكنِ الأرضَ التي تسكنينها ... لكيما يقولوا صابرٌ ليس يجزعُ
لقيتُ أمورًا فيكِ لم ألقَ مثلها ... وأعظم منها منك ما أتوقعُ
فلا كمدي يبلى ولا لك رحمةٌ ... ولا عنك إقصارُ ولا فيك مطمعُ
قال نصيب:
ألا إن ليلى العامرية أصبحتْ ... على النأي مني ذنبَ غيري تنقمُ
وما ذاك من جرم أكونُ اجترمتهُ ... إليها فتجزيني به حيث أعلمُ
ولكنَّ إنسانًا إذا مل صاحبًا ... وحول صرمًا لم يزلْ يتجرمُ
وإن الألى كانوا صديقًا بطانةً ... لنا أصبحوا أحفاهم المتجهمُ
قالت امرأة من كلاب:
فأنتَ الذي أخلفتني ما وعدتني ... وباعدتَ لي ما ليس بالمتباعدِ
وأشمت بي الأعداءَ حين هجرتني ... وخليتني أرمى بنبل قواصدي
قال آخر:
بثينة من آلِ النساء وإنما ... يكنّ لأدنى لا وصالَ لغائبِ
يخنَّ البريءَ المطمئن فؤاده ... ويحلفنَ أيمانًا وهنَّ كواذبُ
قال آخر:
إذا متُّ فادفني إلى أصلِ كرمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاةِ فإنني ... أخافُ إذا ما مت أنْ لا أذوقها
لآخر:
ذريني أشبْ همي براحٍ فإنني ... أرى الدهر فيه كربةٌ ومضيق
وما أنا إلا كالزمانِ إذا صحا ... صحوتُ وإن ماقَ الزمان أموق
لآخر:
والروحُ مستلبٌ إذا لم ألقكم ... فإذا التقينا عاد في الروحُ
قال آخر:
فلو أنَّ ما أشكو إليكم شكوته ... إلى حجرٍ لا رفضَّ أو لتصدعا
1 / 49