وفيضُ دموع العين يا مي كلما ... بدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو
لآخر:
يقول العدى لا باركَ الله في العِدى ... قد أقصر عن ليلى ورثت وسائله
ولو أصبحت ليلى تدبُّ على العصا ... لكانَ هوى ليلى جديدًا أوائله
لآخر:
وما في الدهر أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيًا في كل وقت ... مخافة فرقة أو لاشتياق
ليزيد بن الطثرية:
أيا خلة النفس التي ليس دونها ... بها من أخلاء الصفاء خليل
ويا من كتمنا حبه لم يطع به ... عدوٌ ولم يؤمنْ عليه دخيل
أما من مقام أشتكي غربةَ النوى ... وخوفَ العدى فيه إليك سبيلُ
أليس قليلًا نظرة إنْ نظرتها ... إليك وكلًا ليس منك قليل
فديتك أعدائي كثيرٌ وشقتي ... بعيدٌ، وأشياعي لديك قليلُ
وكنت إذا ما جئت جئت بعلة ... فأفنيت علاتي فيكف أقولُ
فما كل يوم لي بأرضك حاجةٌ ... ولا كل يوم لي إليك رسولُ
صحائفُ عندي للعتاب طويتها ... ستنشر يومًا والعتابُ طويلُ
فلا تحملي ذنبي وأنت ضعيفةٌ ... فحمل دمي يوم الحسابِ ثقيلُ
قال آخر:
ما أحدثَ النأيُ المفرقُ بيننا ... سلوًا ولا طولُ اجتماع تقاليا
خليلي إلا تبكيا لي أستعنْ ... خليلًا إذا أفنيتُ دمعًا بكى ليا
كأنْ لم يكن بينٌ إذا كانَ بعده ... تلاقٍ ولكن لا إخالُ تلاقيا
لعبيد الله بن عبد الله الهذلي:
شققتِ القلبَ ثم ذررتِ فيه ... هواكِ فليمَ فالتأم الفطورُ
تغلغل حبُّ عثمة في فؤادي ... فباديه، مع الخافي يسيرُ
تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ ... ولا حزنٌ ولم يبلغ سرورُ
لابن ميادة:
وما أنسَ ملْ أشياء لا أنسى قولها ... وأدمعها يذرين حشو المكاحلِ
تمتع بذا اليوم القصير فإنه ... رهينٌ بأيام الشهور الأطاولِ
لآخر:
بيضاء آنسةُ الحديث كأنها ... قمرٌ توسط تحت جنحٍ مبرد
موسومةٌ بالحسن ذاتُ حواسد ... إنَّ الحسانَ مظنة للحسد
وترى مدامعها ترقرقُ مقلة ... سوداءَ ترغبُ عن سواد الأثمد
لحسين بن مطير:
وكنتُ أذودُ العين أنْ تردَ البكا ... فقد وردتْ ما كنتُ عنه أذودها
خليليَّ ما بالعيش عتبٌ لو أننا ... وجدنا لأيام الحمى من يعيدها
ولي نظرةٌ بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثكلى قد أصيبَ وليدها
هل الله عافٍ عن ذنوبٍ تسلفت ... أم اللهِ إنْ لم يعفُ عنها يعيدُها
قال آخر:
أهابكِ إجلالًا وما بك قدرةٌ ... عليَّ ولكن ملءُ عين حبيبها
وما هجرتكِ النفسُ أنك عندها ... قليلٌ ولكن قلَّ عندي نصيبها
قال لآخر:
لكِ الله، إني واصلٌ ما وصلتني ... ومثنٍ بما أوليتني ومثيبُ
وآخذُ ما أعطيتِ عفوًا وإنني ... لأزورُ عما تكرهين هيوبُ
فلا تتركي نفسي شعاعًا فإنها ... من الوجد قد كادت عليك تذوبُ
وإني لأستحيكِ حتى كأنما ... عليَّ بظهر الغيب منكِ رقيبُ
لآخر:
وما شنتا خرقاءَ واهية الكلى ... سقى بهما ساقٍ فلم يتبللا
بأضيعَ من عينكِ للدمع كلما ... توهمتَ ربعًا أو تذكرت منزلا
لأبي الشيص الخزاعي:
وقفَ الهوى بي حيث أنتِ فليس لي ... متأخرٌ عنه ولا متقدمُ
أجدُ الملامة في هواكِ لذيذةً ... حبًا لذكركِ فليلمني اللومُ
أشبهتِ أعدائي فصرتُ أحبهم ... إذْ صارَ حظي منك حظي منهمُ
وأهنتني فأهنتُ نفسي صاغرًا ... ما منْ يهون عليك ممن أكرمُ
لآخر:
أما والراقصاتِ بذاتِ عرقٍ ... ومنْ صلى بنعمانِ الأراك
لقد أضمرتُ حبكِ في فؤادي ... وما أضمرتُ حبًا من سواكِ
أطعتِ الآمريكِ بصرم حبلي ... مريهم في أحبتهم بذاكِ
فإنْ هم طاوعوكِ فطاوعيهم ... وإنْ عاصوكِ فاعصي من عصاكِ
أبو القمقام الأسدي:
اقرأ على الوشلِ السلامَ وقل له ... كلُّ المشارب مذ هجرتَ ذميمُ
سقيًا لظلك بالعشي وبالضحى ... ولبرد مائكَ والمياهُ حميمُ
لو كنتُ أملك منعَ مائك لم ينلْ ... ما في قلاتك ما حييتُ لئيمُ
1 / 46