ويا عجبًا من حب من هو قاتلي ... كأني أجزيه المودة من قتلي
قال ابن الدمينة:
فلما رأت أنْ لا وصالَ وأنه ... مدى الصرم مضروبٌ علينا سرادقهْ
رمتني بطرفٍ لو كميًا رمتْ به ... لبل نجيعًا نحره وبنائقه
ولمحٍ بعينيها كأن وميضه ... وميضُ الحيا تهدي إلى نجد شقائقهْ
قال أبو الطمحان القيني:
ألا عللاني قبل نوح النوائح ... وقبل ارتقاء النفس فوق الجوانح
وقبل غدٍ يا لهف نفسي على غدٍ ... إذا راحَ أصحابي ولستُ برائح
قال آخر:
هل الوجدُ إلاَّ أنَّ قلبي لو دنا ... من الجمرِ قيدَ الرمح لاحترق الجمر
أفي الحق أني مغرم بك هائمٌ ... وأنكِ لا خلَ هواكِ ولا خمرُ
فإنْ كنت مطبوبًا فلا زلتُ هكذا ... وإنْ كنتُ مسحورًا فلا برأ السحرُ
قال آخر:
تشكى المحبون الصبابة ليتني ... تحملتُ ما يلقون من بينهم وحدي
فكانت لنفسي لذة الحب كلها ... فلم يلقها قلبي محبٌّ ولا بعدي
لجابر بن الثعلب الجرمي:
ومستخبر عن سر ريا رددته ... بعمياءَ من ريا بغير يقينِ
فقال انتصحني إنني لك ناصحٌ ... وما أنا إنْ خبرته بأمينِ
لآخر:
وكلُّ مصيباتِ الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحبابَ هينة الخطب
لآخر:
فبتنا بين ذاك وبين مسك ... فيا عجبًا لعيش لو يدوم
قال:
إذا ما تراختْ ساعة فاجعلنها ... لخيرٍ فإنَّ الدهر أعصلُ ذو شغبِ
فإنْ يك خيرٌ أو يكنْ بعض راحة ... فإنك لاق من هموم ومن كربِ
قال آخر:
أحب الأرض تسكنها سليمى ... وإنْ كانت توارثها الجدوبُ
وما دهري بحب تراب أرض ... ولكن من يحلُّ بها حبيبُ
أعاذلَ لو شربت الخمر حتى ... يكون لكل أنملة دبيبُ
إذنْ لعذرتني وعلمتِ أني ... لما أتلفتُ من مالي مصيبُ
لآخر:
ونبئتُ ليلى أرسلت بشفاعةٍ ... إليّ فهلا نفس ليلى شفيعها
أأكرم من ليلى علي فتبتغي ... به الجاه أمْ كنتُ امرءًا لا أطيعها
لآخر:
أبتِ الروادف والثدي لقمصها ... مسَّ البطونِ وأن تمس ظهورا
وإذا الرياحُ مع العشي تناوحتْ ... نبهنَ حاسدة وهجن غيورا
لبكر بن النطاح:
بيضاءُ تسحبُ من قيامٍ فرعها ... وتغيبُ فيه وهو وحفٌ أسحمُ
فكأنما فيه نهارٌ ساطعٌ ... وكأنه ليلٌ عليها مظلمُ
قال آخر:
تأملتها مغترةً فكأنما ... رأيتُ بها من سنة البدر مطلعا
إذا ما ملاءت العين منها ملأتها ... من الدمعِ حتى أنزفَ الدمع أجمعا
لكثير:
وددتُ وما تغني الودادةُ أنني ... بما في ضمير الحاجببة عالم
فإنْ كان خيرًا سرني وعلمته ... وإن كان شرًا لم تلمني اللوائم
وما ذكرتكِ النفس إلا تفرقتْ ... فريقين منها عاذرٌ لي ولائم
وله أيضًا:
وأنتِ التي حببتِ شغبًا إلى بدا ... إليَّ وأوطاني بلادٌ سواهما
إذا ذرفتْ عيناي أعتل بالقذى ... وعزةُ لو يدري الطبيبُ قذاهما
وحلت بهذا حلةً ثم أصبحتْ ... بأخرى فطابَ الواديان كلاهما
قال النميري:
تضوعِ مسكًا بطنُ نعمانَ إنْ مشتْ ... به زينبٌ في نسوةٍ عطراتِ
لكثير:
عجبتُ لبرئي منكئًا عز بعدما ... عمرتُ زمانًا منكِ غير صحيحِ
فإنْ كان برءُ النفس لي منك راحةً ... فقد برئت إن كان ذاك مريحي
تجلى غطاءُ الرأس عني ولم يكدْ ... غطاءُ فؤادي ينجلي لسريحِ
لنصيب:
لقد هتفت في جنح ليلِ حمامةٌ ... على فننٍ وهنًا وإني لنائمُ
كذبتُ وبيت اللهِ لو كنتُ عاشقًا ... لما سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ
لدعبل الخزاعي:
ولما أبى إلا جماحًا فؤاده ... ولم يسل عن ليلى بمالٍ ولا أهلِ
تسلى بأخرى غيرها فإذا التي ... تسلى بها تغري بليلى ولا تسلي
قال آخر:
ولما بدا لي منك ميلٌ مع العدى ... سواي ولم يحدثْ سواك بديلُ
صددتُ كما صد الرمي تطاولتْ ... به مدةُ الأيام وهو قتيلُ
لآخر:
أحبًا على حبٍ وأنتِ بخيلةٌ ... وقد زعموا أنْ لا يحبَّ بخيل
1 / 44