وقد يهلك الإنسان كثرة ماله ... كما يذبح الطاووس من أجل ريشه
وله أيضًا:
عمر الفتى ذكره لا طولُ مدتهِ ... وموته خزيه لا موته الداني
فأحي ذكرك بالإحسان توزعه ... تجمع به لك في الدنيا حياتانِ
قال أبو النصر:
تجنب شرار الناس واصحب خيارهم ... لتحذوهم في جل أفعالهم حذوا
فإنَّ لأخلاق الرجال وفعلهم ... إلى غيرهم عدوى يوافيهم عدوا
قال البحتري:
قنعت وجانبتُ المطامعَ لابسًا ... لباسَ محب للتزاهد مؤثر
وآنسني علمي بأنْ لا تقدمي ... مفيدي ولا مزرٍ بحظٍ تأخري
ولو فاتني المقدورُ مما أرومه ... بسعيٍ لأدركتُ الذي لم يقدر
وله أيضًا:
خفض عليكَ من الهموم فإنما ... يحظى براحة دهرهِ من خفضا
وارفضْ دنياتِ المطامع إنها ... شينٌ يعر وحقها أن ترفضا
والحمد أنفس ما تعوضه امرؤ ... رزيء التلادِ إذا المرزأ أعوضا
قال أبو الطيب المتنبي:
أبني أبينا نحن آل منازلٍ ... أبدًا غرابُ البين فينا ينعقُ
نبكي على الدنيا وما من معشرٍ ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرةُ الجبابرةُ الألى ... كنزوا الكنوز فما اليقين ولا بقوا
من كلِّ من ضاقَ الفضاءُ بجيشه ... حتى ثوى فحواه لحد ضيق
فالموت آتٍ والنفوسُ نفائس ... والمستغر بما لديه الأحمق
والمرءُ يأمل والحياة شهيةً ... والشيب أوقر والشبيبة أنزق
ولقد بكيتُ على الشبابِ ولمتي ... مسودةٌ ولما وجهي رونق
حذرًا عليه قبل يوم فراقه ... حتى لكدتُ بماء جفني أشرق
وله أيضًا:
فذي الدارُ أخونُ من مومسٍ ... وأخدعُ كفة الحابل
تفانى الرجالُ على حبها ... وما يحصلونَ على طائل
وله أيضًا:
أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومهُ، ما يومه، ما المصرعُ
تتخلفُ الآثارُ عن أصحابها ... حينًا، ويدركها الفناءُ فتتبعُ
قال أبو نواس:
سلكنا من الدنيا بكل طريق ... فيومان يومًا فسحة ومضيقِ
إذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكشفتْ ... له عن عدوٍ في ثيابِ صديقِ
قال أبو الفتح البستي:
كلُّ صعودٍ إلى هبوط ... كل نفاق إلى كسادِ
كيف يرجى صلاحُ حال ... في عالم الكونِ والفسادِ
وله أيضًا:
يا من تبجح بالدنيا وزخرفها ... كنْ من صروف لياليها على حذر
ولا يغرنك عيشٌ إن صفا وعفا ... فالمرء من غرر الأيام في غرر
إنَّ الزمانَ كما جربت خلقته ... مقسم الأمر بين الصفو والكدر
قال أبو نواس:
لعمرك ما الأبصارُ تنفعُ أهلها ... إذا لم يكن للمبصرين بصائر
وهل ينفع الخطي غير مثقفٍ ... ويظهر إلاَّ بالصقال الجواهر
وكيف ينالُ المجدُ والجسم وادعٌ ... وكيف يحاز الحمدُ والوفر وافر
وله أيضًا:
إذا لم يعنك الله فيما يريده ... فليس لمخلوقٍ إليه سبيل
وإنْ هو لم يرشدك في كلّ مسلكٍ ... هلكتَ ولو أنَّ السماك دليل
قال أبو محمد الخوارزمي:
عجبتُ من معجب بصورته ... وكانَ من قبلُ نطفة مذرهْ
وفي غدٍ بعد حسن صورته ... يصير في الأرض جيفة قذرهْ
وهو على عجبه ونخوتهِ ... ما بين ثوبيه يحملُ العذرهْ
لذي الكفايتين:
دخل الدنيا أناسٌ قبلنا ... رحلوا عنها وخلوها لنا
ونزلناها كما قد نزلوا ... ونخليها لقومٍ بعدنا
لغيره:
يستوجبُ العفو الفتى إذا اعترف ... بما جناهُ وانتهى عما اقترف
لقوله: قل للذين كفروا أن ينتهوا ... يغفرْ لهم ما قد سلف
لأبي الفتح البستي:
إذا غدا ملكٌ باللهو مشتغلًا ... فأحكم على ملكه بالويلِ والحربِ
أما ترى الشمس في الميزانِ هابطةً ... لما غدا برجُ نجم اللهو والطربِ
لأبي أحمد الكاتب:
أحسنْ إذا أحسنَ الزمانُ ... وصح منهُ لكَ الضمانُ
بادر بإحسانك الليالي ... فليس من غدرها أمانُ
قال المتنبي:
وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا ... وآفتهُ من الفهم السقيمِ
ولكن تأخذُ الآذانُ منه ... على قدر القرائحِ والعلومِ
1 / 41