يظل بموماة ويمسي بغيرها ... جحيشًا ويعروري ظهور المهالك
ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي ... بمنخرق من شده المتدارك
إذا حاص عينيه كرى النوم، لم يزل ... له كالئٌ من قلب شيحان فاتك
ويجعلُ عينيه ربيئةَ قلبه ... إلى سلة من حد أخلق صائك
إذا هزه في عظم قرن تهللتْ ... نواجذُ أفواه المنايا الضواحك
يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي ... بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك
قال وداك بن نميل المازني:
مقادمُ وصالون في الروع خطوهم ... بكلّ رقيق الشفرتين يمانِ
إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهمُ ... لأية حرب، أم بأي مكانِ
قال قطري بن الفجاءة المازني:
أقول لها وقد طارت شعاعًا ... من الأبطال ويحكِ لا تراعي
فإنكِ لو سألتِ بقاءَ يوم ... على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي
فصبرًا في مجالِ الموت صبرًا ... فما نيل الخلودِ بمستطاعِ
ولا ثوب البقاءِ بثوبِ عزٍّ ... فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ
سبيل الموت غايةُ كل حيِّ ... وداعيه لأهلِ الأرض داعي
ومن لا يغتبط يهرم ويسأم ... وتسلمهُ المنونُ إلى انقطاعِ
وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ ... إذا ما عدَّ من سقطِ المتاعِ
قال سوار بن المضرب السعدي:
وإني لا أزال أخا حروب ... إذا لم أجن كنتُ مجنَّ جانِ
قال قطري بن الفجاءة المازني
لا يركننْ أحدٌ إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفًا لحمامِ
فلقد أراني للرماحِ دريئةً ... من عنْ يميني مرةً وأمامي
ثم انصرفت وقد أصبتُ ولم أصبْ ... جذع البصيرة قارح الأقدامِ
قال حريش بن هلال القريعي، وقيل أنها للعباس بن مرداس السلمي:
نعرضُ للسيوف إذا التقينا ... وجوهًا ما تعرضُ للطامِ
ولست بخالعٍ عني ثيابي ... إذا هرَّ الكُماةُ ولا أرامي
ولكني يجولُ المهر تحتي ... إلى الغاراتِ بالعضب الحسامِ
قال الشميذر الحارثي:
بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغمير القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون سلةً ... فتقبلَ ضيمًا أو نحكم قاضيا
ولكن حكم السيف فيكم مسلط ... فنرضى إذا ما أصبح السيفُ راضيا
وقد ساءني ما جرت الحربُ بيننا ... بني عمنا لو كان أمرًا مدينا
فإن تزعموا إنا ظلمنا فلم نكنْ ... ظلمنا ولكنا أسأنا التقاضيا
قال الأشتر النخعي:
بقيتُ وفرى وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجهِ عبوسِ
إنْ لم أشنَّ على ابن حرب غارةً ... لم تخلُ يومًا من نهاب نفوسِ
خيلًا كأمثال السعالي شزبًا ... تعدُو ببيض في الكريهة شوسِ
حمي الحديد عليهم فكأنهُ ... ومضانُ برق أو شعاعُ شموسِ
قال زفر بن الحارث الكلابي:
وكنا حسبنا كلَّ بيضاء شحمةً ... ليالي لافينا جذامَ وحميرا
فلما قرْعنَا النبعَ بالنبع بعضه ... ببعض أبتْ عيدانهُ أنْ تكسَّرا
سقيناهمُ كأسًا سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
قال عمرو بن معدي كرب:
ولما رأيت الخيل زورًا كأنها ... جداولُ زرع خليتْ فأستبطرت
فجاشتْ إليَّ النفس أولَ وهلة ... وردت على مكروهها فاستقرت
علامَ تقولُ الرمحُ يثقلُ عاتقي ... إذا أنا لم أطعنْ إذا الخيل كرت
ظللتُ كأني للرماحِ دريئةً ... أقاتلُ عن أبناء جرم وفرَّت
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقتُ ولكن الرماحَ أجرت
قال بعض بني بولان من طيء:
نحن حبسنا بني جديلة في ... نارٍ من الحربِ جحيمةِ الضرمِ
نستوقدُ النبلَ بالحضيضِ ونعد ... ونصطادُ نفوسًا بنت على الكرمِ
قال سيارُ بن قصير الطائي:
لو شهدتْ أمَ القديد طعاننا ... بمرعش خيل الأرمني أرنتِ
عشيةَ أرمي جمعهم بلبانهِ ... ونفسي قد وطنتها فاطمأنت
قال قيس بن الخطيم:
طعنتُ ابنَ عبدِ القيسِ طعنةَ ثائرٍ ... لها نفذٌ لولا الشعاعُ أضاءها
ملكتُ بها كفًى فأنهرت فتقها ... يرى قائمٌ من دونها ما وراءها
1 / 4