أبا طالبٍ لا تقبل النصف منهم ... وإنْ أنصفوا حتى تعقَّ وتظلما
قال أبو طالب:
وأنا لعمرُ الله أن جدَّ ما أرى ... لتلتبس أسيافنا بالأماثلِ
بكف فتى مثل الشهاب سميدعٍ ... أخي ثقة حامي الحقيقة باسلِ
وحتى ترى ذا الردع يركبُ ردعه ... من الطعن فعل الأنكب المتحاملِ
قال أعشى باهلة:
قنابل من قحطان لم يرَ مثلهم ... إذا الصدع أعبا رأيه كل شاعب
فلما رأيناهم دلفنا لجمعهم ... بأرعن جرار عظيم المناكبِ
وشكتْ بأطرافِ الرماح جلودهم ... فمن بين مقتول وآخر هاربِ
قال أبو الأسود الدؤلي:
ألا أبلغا عني زيادًا رسالة ... تخبُّ إليه حيث كانَ من الأرضِ
فما لكَ مسهومًا إذا ما لقيتني ... تقطعُ دوني طرف عينيك كالمغضي
وما لي إذا ما أخلق الود بيننا ... أمر القوى منه وتعمل في النقضِ
ألم تر أني لا ألون سيمتي ... تلون غول الليل في البلد المقضِ
ولكنني أرمي العدو بصيلم ... تصدعُ منها الأرضُ بالطول والعرضِ
قال خوط بن سلمى:
فما قومٌ كقومي حين يعلو ... شهابُ الحرب تسعرهُ الرماحُ
وما قومٌ كقومي حين يخشى ... على الخودِ المخدرة الفضاحُ
أذب عن الحفائظ في معدٍّ ... إذا ما جدَّ بالقوم الكفاحُ
صبرنا نكسر الأسلات فيهم ... فرحنا قاهرين لهم وراحوا
قال ابن ميادة:
يداه يدٌ تنهلَّ بالخير والندى ... وأخرى شديدٌ بالأعادي ضريرها
وناراه، نارٌ نارُ كل مدفعٍ ... وأخرى يصيب المجرمين سعيرها
قال نصر بن سيار الكناني:
بنفسي غداة الروع فرسان حندف ... وفرسان قيس وقعها واصطبارها
إذا خطرت قيسٌ وخندف بالقنا ... لدى جارها لم يرهبِ الضيمَ جارها
قال آخر:
لما رأيت أميرنا متجهمًا ... ودعت عرصة داره بسلامِ
ووجدتُ آبائي الذين تقدموا ... شنوا الإباء على الملوك أمامي
قال آخر:
جريت ما عودتك الكرامُ ... وتجري الكرامُ بعاداتها
كذاك السوابق لا تنتهي ... إذا أرسلتْ دون غاياتها
قال رجل من قيس:
ونحن المالكون الناس قسرًا ... نسوقهم المذلة والنكالا
وطئنا الأسعريَّ بعز قيسٍ ... فيالك وطأةً لن تستقالا
وأصبح ... فينا أسيرًا ... ألا منعوه إن كانوا رجالًا
عظيمهم وسيدهم قديمًا ... جعلنا المخزياتِ له ظلالا
قال بكر بن النطاح:
يتلقى الندى بوجهٍ حيي ... وصدور القنا بوجهٍ وقاحِ
هكذا هكذا تكونُ المعالي ... طرق الجد غير طرق المزاح
قال آخر:
قومٌ إذا اختلف القنا ... جعلوا الصدور لها مسالكْ
لبسوا القلوب على الدروع ... مظاهرين لدفع ذلكْ
قال الفرزدق:
إنا لتوزن بالجبالِ حلومنا ... ويزيدُ جاهلنا على الجهالِ
إنا لننزلُ ثغر كل مخوفة ... بالمقربات كأنهنَّ سعالي
قال طفيل بن عمرو بن حممة:
أسلمًا على خسف وما كنتُ خالدًا ... وما ليَ من والِ إذا جاءني حتمي
فلا سلم حتى تحفز الناس حفزة ... وتصبح طيرٌ كابسات على لحمي
ولما يكن يوم أغرُّ محجلٌ ... تسير به الركبانُ ذو نبأٍ ضخمِ
قال حرب بن أمية لابن أبي براء في حرب الفجار
متى ما تزرنا تجد حربنا ... مدربة نارها تسطع
وقومًا عليهم من السابغاتِ ... جيادٌ قوانسها تلمعُ
مصابيح مثل نجوم السماء ... وما رفع الله لا يوضعُ
قال ابن المولى:
وإذا تخيل من سحابك لامعٌ ... سبقتْ مخيلتُه يد المستمطرِ
وإذا صنعت صنيعة أتممتها ... بيدين ليس نداهما بمكدرِ
وإذا الفوارس عددتْ أبطالها ... عدوك في أولاهم بالخنصرِ
قال النابغة الجعدي:
وأنا لقومٌ ما تعودَ خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحًا ولا مستنكرًا أن تعفرا
قال آخر:
إذا ظلمتْ حكامنا وولاتنا ... خصمناهم بالمرهفات الصوارمِ
1 / 16