متى تلقني يعدو ببزي مقلصٌ ... كميتٌ بهيم أو أغرُّ محجلُ
تلاق امرأً أن تلقه فبسيفه ... تعلمك الأيام ما كنت تجهلُ
قال مفروق بن عمرو الشيباني:
سائلْ قضاعةَ هل وفيتُ بذمتي ... أم هل أضعتُ العهد حين وليت
ولربَ أبطال لقيتُ بمثلهم ... فسقيتهم كأس الردى وسقيت
فلأطلبنَّ المجد غير مقصر ... إن متَّ متُ وإنْ حييتُ حييت
قال جعفر بن علبه الحارثي:
كأنَّ العقيلين يوم لقتهم ... فراخُ قطا لاقين أجدل بازيا
وضجَّ العقيليون يوم لقيتهم ... ضجيجَ الجمال الدبر لاقت مداويا
فليست ورائي حاجةٌ غير أنني ... وددتُ معاذًا كان فيمن أتاينا
فتصدقه النفس الكذوب بسالتي ... ويعمل بالعشواء أنْ قد رأينا
قال رجل من بني دارم:
وإنّا أناسٌ يملأ البيضَ هامنا ... ونحن حواريون حين نزاحفُ
وللصدأ المسودَّ أطيب عندنا ... من المسك دافته الأكف الدوائفُ
وتضحك عرفان الدُّروع جلودنا ... إذا جاء يومٌ مظلم اللون كاسِفُ
تعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب مهوىً نفانفُ
جماجمنا يوم اللقاء برأسنا ... إلى الموت تمشي ليس فيها تجانفُ
قال كعب بن مالك الأنصاري:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... قدمًا ونلحقها إذا لم تلحق
ندعُ الجماجمَ ضاحيًا هاماتها ... بلهَ الأكفَّ كأنها لم تحلقِ
قال جابر بن زيد:
بنو اليوم لا بل أمس كان أبوهم ... بنا أمتنعوا من أنْ يضاموا ويهضموا
فلما دفعنا عنهم كل جاهلٍ ... وهانهم من كان بالأمسِ يظلمُ
أرادوا الذي من دونها لغويهم ... إذا رامها يومًا سعيرٌ مضرمُ
فمهلًا بني اليوم الحدي فقبلكم ... تناذرنا أعداؤنا ثم أحجموا
وإياكم إنا إذا جدَ جدُّنا ... لذائقنا سمٌّ مدوف وعلقمَ
ومن يشتجر عبر الرماح فإنه ... دليل بأغفار الحياض ملطم
قال دريد بن الصمة:
وإني أخوهم عند كل ملمة ... إذا مت لم يلقوا أخًا لهم مثلي
تجود لهم نفسي بما ملكت يدي ... ونصري فلا فحش عليهم ولا بخلي
ومولى دفعتُ الدرأ عنه تكرمًا ... ولو شئتُ أمسى وهو مغض على تبلي
ولكنني أحمي الذمار وأنتمي ... إلى سعي آباء نموا شرفي قبلي
قال نافع بن خليفة الغنوي:
ومن خير ما فينا من الأمر أننا ... متى نلق يومًا موطن الصبر نصبر
نوطن في يوم الحفاظ نفوسنا ... لما كان من معروف أمر ومنكر
إذا أمرتنا بانصراف نفوسنا ... نقول لها لم تفري حين منفر
قال الدراج الضبابي:
أبلغ أبا عمرو إذا ما لقيتهم ... بآيات كراتي إذا الخيل تفدعُ
ولما دخلت السجن أيقنتُ أنه ... هو البين لا بين النوى ثم يجمعُ
فما السجن أبكاني ولا القيد شفني ... ولا من حذار الموت يا قوم أجزعُ
ولكنَّ أقوامًا أخاف عليهم ... إذا متّ أن تعطو الذي كنت أمنعُ
فلا تضرعوا للقوم من خشية الردى ... لكلِّ فتىً يومًا حمامٌ ومصرعُ
قال جذل بن أشمط العبدي:
يا هذه كم يكون اللوم والفند ... لا تنكري رجلًا أثوابه قددُ
إن أمس منفردًا فالبدر منفردٌ ... والليثُ منفرد والسيف منفردُ
أو كنت أنكرت برديه وقد خلقا ... فالبحر من فوقه الأقذاءُ والزبدُ
أو كان صرفُ الليالي عنك غيره ... فإنَّ تحت ثيابي ضيغمٌ أسدُ
لا تسألي القوم عن مالي وكثرته ... وسائلي القوم ما نفعي وما خلقي
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وعامل الرمح أرويه من العلقِ
القوم أعلمُ أني من خيارهم ... إذا سما بصرٌ الرعديدة الفرقِ
قد يقترُ المرءُ يومًا وهو ذو حسبٍ ... وقد يثوبُ سوامُ العاجز الحمق
ويكثرُ المالُ يومًا بعد قلته ... ويكتسي الغصنُ بعد اليبسِ بالورقِ
قال ابن الأطنابة:
أبتْ لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وأقدامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأتْ وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
1 / 10