ما كنت في الأيام إلاّ خلسةً ... سمحت بها الأيام سمحةَ غادرِ
وقال:
جسدٌ ناحلٌ وقلبٌ قريحُ ... ودموعٌ على الخدودِ تسيحُ
وحبيبٌ جمُّ التجنّي ولكن ... كلّ ما يصنعُ المليحُ مليحُ
يا غزالًا له الحشاشة مرعى ... لا خزامٌ بالرقمتين وشيحُ
رقّ لي من لواعج وغرامٍ ... أنا منها ميّت وأنتَ المسيحُ
قد كتمت الهوى بجهدي وإن دا ... مَ عليّ الهوى فسوف أبوحُ
وقال، وهما من محاسن شعره:
قلتُ لمحبوبي وقد مرَّ بي ... محبوبهُ كالقمرِ الساري
هذا الذي يأخذ لي طرفه ... من طرفه الفتّان بالثأرِ
وقال في قريب منها:
ولما ابتلى بالحبِّ رقَّ لحالتي ... وما كانَ لولا الحبّ ممن يرقُّ لي
أحبّ الذي هام الحبيب بحبّه ... ألا فاعجبوا من ذا الغرام المسلسلِ
وقال:
بدا فأرانا الظبيَ والغصنَ والبدرا ... فتبًّا لقلبٍ لا يبيتُ به مُغرى
نبيّ جمالٍ كلُّ ما فيه معجزٌ ... من الحسن لكن وجههُ الآيةُ الكبرى
أقام بلالُ الخالِ من فوق خدّه ... يراقبُ من لألاءِ غرَّتهِ الفجرا
من التركِ لم يترك لقلبي تجلدًا ... فتورٌ بجفنيه المراضِ ولا صبرا
أغالطُ أخواني إذا ذكروا له ... حديثًا كأني لا أحبُّ له ذكرا
وأصغي إذا جاؤوا بغير حديثه ... بسمعي ولكني أذوبُ به فكرا
أعاذلُ هل أبصرتَ من قبل خدّه ... وعارضه نارًا حوتْ جنةً خضرا
أرى العدلَ موصوفًا بكسرى فلم تُرى ... ظلمت بأجفانٍ شهدتُ بها كسرا
البيت الخامس من قول القائل:
أدنو من الرقباء لا من حبّهم ... وأصدُّ عنه وليس من بغضائه
ومثله:
فصافحتُ من لاقيتُ في البيت غيره ... وكان الهوى منّي لمن لم أصافحِ
وقال، وهي من رقيق الشعر:
شرخ الشباب بحبّكم قضّيته ... والقلبُ من ولهي بكم أبليتهُ
وأنا الذي لو مرَّ بي من أرضكم ... داعٍ وكنتُ بحفرتي لبّيتهُ
قالوا حبيبك بالتجنّي مسرفٌ ... قاسٍ على العشاقِ قلتُ فديتهُ
أأرومُ من كلفي عليه تخلصًا ... لا والذي بطحاءُ مكةَ بيتهُ
وقال:
نعمتُ بكم والدهر في غفلاته ... زمانًا وشملي آمن من شتاتهِ
ولم أدرِ ما الأحزان حتى بعدتم ... فقلبي موقوف على حسراتهِ
أأحبابنا بالجزع هل تسمح النوى ... بيومٍ يكونُ القربُ من حسناتهِ
لقد حكمت فينا الليالي بفرقةٍ ... سلا بعدها المشتاق طيب حياته
يقرّ بعيني أن يهبَّ نسيمكم ... فأنشق روحَ القربِ من نفحاته
وقال:
إذا بعدتْ ليلى وشطّ مزارها ... فلا نار إلاّ زفرتي واستعارُها
ومن لي أن أمسي وأرضيَ أرضُها ... عنادًا لواشيها وداريَ دارُها
ويا ليتني جاوزتُ أرضًا تحلها ... فأحظى بما يحظى من القرب جارُها
أشبهها بالبدر والغصن والنقا ... وما هي إلاّ ظبيةٌ ونفارُها
ولو أنّ نارًا بالمحصّب أوقدت ... وليلى بنجدٍ قلت هاتيك نارُها
وكيف تفيق النفس من سكرة الهوى ... وأنتِ حميّاها ومنكِ خمارُها
أيا ليل قد أتلفت نفسي ترفقي ... على أنّ قبلَ النفسِ فيكِ افتخارُها
ألا لا أراني الله يا ليل ذا حشَى ... يقرّ من البلوى عليك قرارُها
1 / 39