يا سبحان الله العظيم، أين عقول هؤلاء؟ أ عميت أبصارهم وبصائرهم؟ أفلا يرون ما الناس فيه من العمى والحيرة في الزمان المظلم المدلهم الذي قد ملكت فيه الكفار معظم الدنيا؟ وقد بقيت هذه الخطة الضيقة، يشم المؤمنون فيها رائحة الإسلام؟ وفي هذه الخطة الضيقة من الظلمات من علماء السوء والدعاة إلى الباطل وإقامته ودحض الحق وأهله مالا يحصر في كتاب، ثم إن الله تعالى قد رحم هذه الأمة بإقامة رجل قوي الهمة، ضعيف التركيب قد فرق نفسه وهمه في مصالح العالم، وإصلاح فسادهم والقيام بمهماتهم، وحوائجهم، ضمن ما هو قائم بصد البدع والضلالات، وتحصيل مواد العلم النبوي الذي يصلح به فساد العالم، ويردهم إلى الدين الأول العتيق جهد إمكانه وإلا فأين حقيقة الدين العتيق؟
فهو مع هذا كله قائم بجملة ذلك وحده، وهو منفرد بين أهل زمانه قليل ناصره كثير خاذله وحاسده والشامت فيه
صفحہ 53