تذهیب تہذیب الکمال فی اسماء الرجال
تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال
تحقیق کنندہ
غنيم عباس غنيم - مجدي السيد أمين
ناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
اصناف
الباب الثاني: كتاب تذهيب التهديب
ويشتمل على توطئة وأربعة فصول:
توطئة:
عُني الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بالأخذ عن رسول الله؛ فسجلوا لنا كل
أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، بل سجلوا لنا أيضًا تلك الأمور الجبلية التي فطره الله
﷿ عليها، مثل لون بشرته، وصفة قدميه وكفيه ﷺ.
ولما لحق النبي ﷺ بربه، وانتقل إلى الرفيق الأعلى، ترك خلفه ميراثًا عظيمًا من
العلم الرباني، والوحي الإلهي أمانة بين يدي الصحابة فازداد حرصهم على حفظ تلك
الأمانة والتحري والتثبت من كل ما ينقل عن رسول الله ﷺ، والتأكد من صحته،
وصدق نسبته إليه.
ومن أمثلة ما جاء في التحري والتثبت عند الصحابة في قبول الأخبار ما رواه ابن
شهاب، عن قبيصة "أن جدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث. فقال لها: ما
أجد لك في كتاب الله شيئًا، وما علمت أن رسول الله ﷺ ذكر شيئًا، ثم سأل
الناس فقام الغيرة فقال: كان رسول الله ﷺ يعطيها السدس فقال له أبو بكر: هل
معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها.
وكان عمر بن الخطاب ﵁ شديد التثبت فيما لِروى عن رسول الله؛
فقد روى الجريري، عن ألي نضرة عن أبي سعيدٍ "أن أبا موسى سلم على عمر من وراء
الباب ثلاثًا فلم يأذن له بالدخول فرجع، فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا سلم أحدكم ثلاثًا فلم يُجحب فليرجع. فقال عمر:
لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك، فجاء أبو موسى قومه منتقعًا لونه. فقالوا: ما
1 / 55