تذهیب تہذیب الکمال فی اسماء الرجال
تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال
تحقیق کنندہ
غنيم عباس غنيم - مجدي السيد أمين
ناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
اصناف
المأمون بخرسان - بايعا الناس على الأمر بالمعروف، إلى أن قدم المأمون
بغداد، فرفق بسهل حتى لبس السَّواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أحمد
بيته، ثم إن أمره تحرك في آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق يأمرون
بالمعروف إلى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان من أصحابه - وكانا
موسرين - فبذلا مالًا وعزما على الوثوب ببغداد، فنَمَّ عليهم قوم إلى
إسحاق بن إبراهيم، فأخذ جماعة؛ فيهم أحمد بن نصر والرجلان
فقيدهما، ووجد في منزل أحدهما أعلامًا، وضرب خادمًا لأحمد بن
نصر، فأقر أن هؤلاء كانوا يأتونه ليلًا فيعرّفونه ما عملوا، فحملهم
إسحاق مقيدين إلى سُرَّ من رأي، فجلس لهم الواثق وقال لأحمد: دع
ما أُخِذت له، ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله.
قال: أفترى ربك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية.
فقال: ويحك، يُرى كما يُرى المحدود المتجسم ويحصره الناظر،
أنا أكفر برب هذه صفته!
ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرَّحمن بن إسحاق قاضي الجانب
الغربي: هو حلال الدم. وقال جماعة من الفقهاء كذلك، فأظهر أحمد
ابن أبي دُؤَاد أنه كاره لقتله، فقال: شيخ مختل؛ لعل به عاهة أو تغير
عقلٍ، يؤخر ويُستتاب.
فقال الواثق: ما أراه إلَّا مؤدِّيًا لكفره، قائمًا بما يعتقده. ودعا
الواثق بالصمصامة (١) وقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد
معي؟ فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربًّا لا نعبده ولا
نعرفه بالصفة التي وصفه بها، ثم أمر بالنطع فأجلس فيه وهو مقيد،
وأمر بشد رأسه بحبل وأمرهم أن يمدوه، واضرب عُنُقه، وأَمر بحمل
رأسه إلى بغداد، فنصب بالجانب الشرقي أيامًا، وفي الجانب الغربي
(١) الصَمْصامَة: السيف الصارم القاطع، لا ينثني. لسان العرب (صمم).
1 / 209