============================================================
وسأله القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي عن الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري صاحب "الصحيح" ، والحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي مؤلف "السنن" أيهما أحفظ ؟ فقال : إن النسائي أحفظ .
213/ب] قال القاضي تاج الدين السبكي : / وذكرت ذلك لوالدي ، فوافقه . ذكر هذا السبكى في "طبقاته الوسطى" في ترجمة النسائي وكان الذهبي متبحرا في معرفة المتقدمين والمتأخرين، ولا يحابي منهم أحدا، ولا يتحامل على آحد. ويوضح ما يقع في كلام غيره من إسراف في جرح أو انتقاد فيما يحكيه عن غيره . وكان كثير الحفظ للمتون والآثار، جيد الخبرة بعلل الحديث والعالي والنازل، مليح العبارة في تصانيفه وتعاليقه. ولكونه لا يحابى أحدا مال عنه كثير من الصوفية والحنفية ، وبلغني أنه سئل أن يجمع شيئا في حديث الامام أبي حنيفة - رحمه الله- فتوقف وسهل الأمر في ذلك، وعلله بقلة حديث أبي حنيفة، فلم يسهل ذلك بالحنفية، فتركوه حتى خرج إلى الجامع سحرا، فأدخلوه إلى بعض المدارس وعاتبوه على توقفه ، وأوهموه
انهم يريدون ذبحه، فتلطف بهم، وأنعم لهم بما طلب منه، وجمع لهم شيئأ سماه "صحيفة نظيفة من حديث ابي حنيفة" وبلغني أنه توقف عن ولايته لدار الحديث الأشرفية بدمشق لأنه لم يكن أشعريا، وذلك لما شغرت لموت مدرسها الحافظ جمال الدين المزي ، وما وليها المزي حتى آشهد على نفسه
أنه أشعري، فإن ذلك شرط في مدرسها . وهذا يدل على كثرة دين النهبي وورعه إذ كان 22 يمكنه أن يشهد أنه اشعري ويليها، ولا يؤثر ذلك في كونه لا يرى اعتقاد الأشعري .
توفي الحافظ الذهبى بعد العشاء وقبل نصف الليل ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبع مثة بتربة أم الصالح بدمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير، ولم يخلف بعده في علم الحديث مثله (من الوافرا ومن شعر الحافظ الذهبي : إذا قرأ الحديث علي شخص وبيض مؤضعا لوفاة مثلي فما جازى باحسان لأني آريد حياتهآ ويريد قتلى
صفحہ 50