============================================================
السلطان وأعاده للقضاء ، واستمر حتى عزل بابن أبي البقاء في النوبة الأولى ، غير أنه كان امتنع من الحكم قبل عزله بابن أبي البقاء نحو شهر ونصف . وكان حضر عند الآمير برقوق وإليه إذ ذاك تدبير الدولة بالقاهرة، فأساء عليه شخص متجند - يقال له ابن نهار- وقال له بحضرة برقوق : آنت فاسق جاهل، فعزل ابن جماعة نفسه، ثم آدب ابن نهار بالضرب، وطيف به بحضرة برقوق، وسأل ابن جماعة في العود فابى، فأعاد إليه الرسول وهو الأمير قطلوبغا الكوكبى ثانيا يسأله في العود ، فوافق، وطلع به من تربة الشيخ عبد الرحيم الاسنائي، وكان بها حين عزل نفسه لاساءة ابن نهار عليه، وأعيد، وذلك في 1761اب] تاسع رمضان سنة ثلاث وثمانين، وفي سابعه كان ما سبق ذكره في عزله لنفسه والاساءة عليه وكان الأمير برقوق هو الذي استدعاه من القدس لولاية القضاء في صفر سنة إحدى وثمانين. واستدعاه الأشرف من القدس لولاية القضاء في سنة ثلاث وسبعين، وكان القاضي بدر الدين ابن أبي البقاء قد ولي تدريس الشافعى، فأخذه منه ابن جماعة، وكان شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني ولي تدريس الشافعى وقت عزل ابن جماعة بابن أبي البقاء في شعبان سنة تسيع وسبعين، فلما عاد ابن جماعة للقضاء في صفر سنة إحدى وثمانين أخذ تدريس الشافعى من البلقيني وعوضه تدريس الفقه بجامع ابن طولون ونظر الوقف السيفي وكانت ولايته لقضاء دمشق بعد موت قاضيها ولي الدين بن أبي البقاء السبكى السابق في اخر سنة خمس وثمانين وسبع مثة حتى مات . وولي مع قضاء دمشق خطابتها وعدة وظائف كبار بها. وسبب ولايته لقضاء دمشق وعزله الأخير عن قضاء مصر آن بعض الناس خيل الملك الظاهر برقوق قبل سلطنته أن ابن جماعة هذا لا يوافق على مبايعته بالسلطنة، فعزله، ثم خيله بعد سلطنته أن ابن جماعة لا بلى عنه شيئأ ، وأشار باختياره بأن يولى قضاء ( دمشق بعد موت ولي الدين بن أبي البقاء، فكتب الملك الظاهر تقليدا بقضاء [177/1] دمشق وخطابتها وأمورا أخر لابن جماعة ، وأنفذه إليه بالقدس ، فقبل ابن جماعة وتوجه لدمشق، وباشر قضاءها وغير ذلك مما أضيف إليه. ولم يزل متوليا حتى مات . وكان تألم كثيرا لعزله بقاضي القضاة بدر الدين بن أبي البقاء لأنه راه دونه، وسبق في ترجمة أبى 37
صفحہ 365