[folio 8: 153a] (١٥٣ و)
١ — قال الحسن: لما قسم فرفريوس الفصل إلى الأقسام المذكورة، ثم بين أن غرضه منها الكلام فى الفصول الذاتية، أخذ أن يقسمها فهو يقول: إن منها مقسمة ومنها مقومة، فالقاسمة هى التى بها ينقسم الجنس إلى الأنواع مثل قسمة الحيوان إلى الناطق وغير الناطق، والمائت وغير المائت؛ والمقومة هى التى تقوم طبيعة النوع، مثل الناطق والمائت المقومين لطبيعة الإنسان. وهو يبين أن الفصول القاسمة غيرها إذا أخذت مقومة بحجتين: الأولى منهما أنا إذا أخذنا شيئا واحدا بعينه مثل الهيولى لم نجد الفصول القاسمة له هى المقومة، فإن الفصول القاسمة له هى الناطق وغير الناطق، والمقومة المتنفس والحساس. والثانية أنا إذا أخذنا فصلا واحدا مثل الناطق مثلا، لم نجده مقوما لشىء واحد بعينه وقاسما، بل وجدناه من الفصول المقومة للإنسان والقاسمة للحيوان. وهاتان الحجتان كحجة واحدة. فيحصل من هذا أن فصول خاص الخاص هى واحدة بأعيانها مقسمة ومقومة، لكن ليس لشىء واحد بعينه بل مقسمة للأجناس التى هى أعلى، ومقومة للأنواع التى تحت تلك الأجناس. وقد يتهيأ للإنسان الزيادة على هذا بأن يقول: لو كانت الفصول المقسمة هى المقومة، لقد كان ما يوجد له الفصول المقومة يوجد له الفصول القاسمة، وليس ما يوجد له الفصول القاسمة يوجد له الفصول المقومة، فإن الأجناس العالية مثل الجوهر مثلا لا توجد له فصول مقسمة، مثل الجسمية وغير الجسمية، وليس يوجد له فصول مقومة، فأنواع الأنواع لها فصول مقومة وليس لها فصول قاسمة، فإذن ليست الفصول المقومة هى المقسمة. ولعل قائلا يقول: فما الذى يقال فى المتوسطة، فإن لها فصولا قاسمة وفصولا مقسمة؟ فنقول: إن تلك أيها القائل ليست واحدة بأعيانها لأنها قاسمة لما فوق، ومقومة لما تحت ذلك الجنس.
صفحہ 102