حقيقة الشيء ووجود تلك الحقيقة غير معقولية تلك الحقيقة ، ففرق بين الوجود والمعقولية.
الإضافة معنى إذا عقل كان بالقياس إلى غيره ، وإذا وجد كان على هذه الصفة.
الإضافة معنى إذا عقل كانت ماهيته بالقياس إلى غيره ، وإذا لم يعقل لم يلزم هذا. وإذا وجد كان بحيث إذا عقل كان معقول الماهية بالقياس إلى غيره ، ولا يلزم أن يكون موجودا بالقياس إلى غيره. فقد تبين الفرق العقلى والوجودى فى الإضافة. وعلى هذا الاعتبار ما يقال : إن الجوهر هو ما وجوده إذا وجد وجد لا فى موضوع. وليس يلزم إذا عقل أن يكون موجودا إلا فى موضوع ، معقوليته مخالفة الاعتبار لا لوجوده.
حد الجوهر أنه الموجود فى الأعيان لا فى موضوع. والحاصل فى النفس من هذا المعلوم المعقول هو عرض فيها ، وهو غير ماهية الجوهر ، فلا ينتقض بذلك حده وهو أنه الموجود فى الأعيان لا فى موضوع. فقولنا : إذا وجد فى الأعيان كان بصفة كذا جزء من الصورة المعقولة والمعنى المعقول. ووجود هذه المعقولية تابع لوجود تلك الماهية ، كما يكون وجود معقولية الحركة تابعا لوجود الحركة.
من لوازم الجوهر أن يكون وجوده فى الأعيان ، لا فى موضوع. ويجب إذا عقل أن يعقل بلوازمه ، فيكون معقوله أنه إذا وجد فى الأعيان لم يكن فى موضوع وكذلك الحركة هذه صورتها : فإن معناها أنها كمال لما بالقوة بما هو كذلك ، وليس فى النفس حركة بهذه الصفة ، بل يحصل فى النفس من هذا المعلوم أنه صورة إذا وجدت فى الأعيان كان كمالا لما بالقوة بما هو كذلك. والحاصل من المعلوم فى الذهن هو غير الموجود من ماهيته. وكذلك الصورة المحسوسة من حيث هى محسوسة هى غير الصورة الموجودة من حيث هى موجودة.
علمى بالجوهر ، وهو أنه فى الأعيان لا فى موضوع ، هو عرض وهو (51 ا) الموجود فى ذهنى ، وليس هو فى الأعيان بل يكون من خارج إذا كان فى الأعيان ونحن نعلم أن فى الأعيان وجودا صفته كذا فى الأعيان. فوجود هذا المعنى فى الذهن ليس هو لا فى موضوع ، بل هو عرض. وهاهنا شىء مناسب لهذا وهو أن وجود الأول وصدور الموجودات عنه هو بعينه علة بأنه مبدأ لتلك الأشياء. ونحن نعقل الأول ونعقل أنه مبدأ للأشياء على وجه آخر ، وليس هو الأول بعينه.
صفحہ 146