غيره فيه ، والآخر أن يكون فيه لا عن غيره ، بل فيه من حيث يصدر عنه.
البارى يعرف كل شخصى بعلله وأسبابه ، وتلك العلل والأسباب وإن تخصصت بذلك الشخص شخصا فبالإضافة إلى زمان متشخص وحال متشخصة قد اكتنفته. ومعناه بالإضافة إلى ما شخصه من الزمان الجزئى المتشخص والوضع الجزئى المتشخص أو حالة أخرى تشخصه ، وتلك الأحوال التي شخصته هى أيضا متشخصة ولها علل وأسباب جزئية إذا أخذت بتلك العلل والأسباب التي كانت أيضا بمنزلة ذلك الشخص. فكونها تستند إلى مبادئ كل واحد من تلك المبادي نوع لتلك الحال فى شخصها فإن لهذا الزمان الشخصى ولذلك الوضع الشخصى ولتلك الحالة الشخصية نوعا يحمل عليها وعلى أشخاصه التي هى تطرأ له ، وذلك النوع هو كالزمان المطلق والوضع المطلق أو الكيفية المطلقة. فالبارى يعرف تلك الأحوال بعللها وأسبابها ، ومن جهة كليتها التي لا تفسد. فإن كان ذلك الشخص مما هو فى العقل شخص وهو الواحد فى نوعه كالشمس مثلا فإنه يعرفه وإن كان النوع منتشرا فى الأشخاص عرف النوع وأشخاصه من جهة عللها؛ وأسبابها الكلية لا تتغير فيتغير معلومه (41 ب).
البارى يعلم أن فى الأشخاص شخصا جزئيا صفته كذا وعلله كذا ، ويعرف علل علله ، ويعرف مشخصاته وأحواله وعلل مشخصاته وعلل أحواله وكليات مشخصاته التي هى كالأنواع لتلك الأحوال الجزئية. فهو يعرف تلك الأحوال من جهة كلياتها.
قد يكون لشيء واحد مبادئ كثيرة كل واحد منها نوع فى شخصه ، وقد يكون له منها مشخص له صفات كثيرة كل واحد من تلك الصفات يكون أشخاصا لها أنواع كالزمان الواحد الذي الزمان المطلق نوع له والوضع الواحد.
العقل البسيط هو أن يعقل المعقولات على ما هى عليه من تراتيبها وعللها وأسبابها دفعة واحدة بلا انتقال فى المعقولات من بعضها إلى بعض كالحال فى النفس بأن يكتسب علم بعضها من بعض فإنه يعقل كل شيء ويعقل أسبابه حاضرة معه. فاذا قيل للأول عقل قيل على هذا المعنى البسيط أنه يعقل الأشياء بعللها وأسبابها حاضرة معها من ذاته بأن يكون صدور هذه الأشياء عنه ، اذ له إليها إضافة المبدأ لا بأن تكون تلك فيه صورة الأشياء التي يعقلها متصورة فى ذاته وكأنها أجزاء ذاته ، بل تفيض عنه صورها معقولة وهو أولى بأن يكون عقلا من تلك الصور الفائضة عن عقليته. والمعقولات البسيطة هى أن تكون كلها على ما هى عليه من ترتب بعضها على بعض. وعلية بعضها لبعض حاصلة له دفعة واحدة على أنها صادرة عنه إذ هو مبدأ لها. والمثال فى ذلك هو أن تقرأ كتابا فتسأل
صفحہ 120