يصح حمله على كثيرين ، وكذلك من حركة ما يصح حمله على كثيرين.
دورة من دورات الفلك لا تتحرك بحركة واحدة حتى يكون ما تتحرك منه فى المشرق هو ما تتحرك منه فى المغرب ، فإن هذه لاحقة وتلك فائتة.
لا سكون البتة فى شيء من الأجرام السماوية ، فإنها جميعا متحركة والكواكب فى ذاتها أيضا متحركة فى أفلاك تداويرها غير مركوزة فيها.
المعنى الكلى لا يصدر عنه شيء جزئى البتة كالرأى الكلى منا والإرادة الكلية التي تحصل فى نفوسنا كلية لا يصدر عنه فعل لنا البتة. فإنا إذا أردنا مثلا أن نعمل بيتا على الإطلاق لا بيتا مخصصا ، فإنه من ذلك لا يمكن عمله بل يجب أن يتخصص جزئيا فى تخيلنا ووهمنا ، وأن يعمل فى مكان مخصص ومباشرة مخصصة.
العلل المفارقة المحدثة للنفوس الإنسانية ليس بأن تحدث عنها نفس أولى من أن تحدث نفس أخرى ، والموضوع للنفس وهى المادة المطلقة كذلك ليس بأن تحصل فيها نفس أولى من أن تحصل نفس أخرى إلا بأن تتخصص المادة بشيء يكون قبولها لهذه النفس (38 ب) دون تلك النفس ، وذلك الشيء الذي هو مزاج تتخصص به المادة فتكون المادة بذلك ترجح وجود هذه النفس على غيرها ، وكذلك الصور فى المواد والأعراض فى الموضوع لا ترجح المادة هذه الصور على غيرها إلا بسبب مخصص ، ولا يرجح الموضوع ذلك البياض مثلا على غيره إلا لمخصص. إلا أن المخصص فى الصور والأعراض يخصصها بالمواد والموضوع ويوجدها فيها. وفى النفوس يخصصها بالأجسام الموضوعة لها ولا يطبعها فيها لأن النفوس قائمة بذواتها وتلك الأخر لا تقوم بذواتها.
الشيء الكلى كحركة الفلك مطلقة كلية لا تحصل كلية بالفعل بل تحصل جزئية دورة بعد دورة وأن يحصل عنها وهى معقولة كلية دورة أولى من أن يصدر عنها دورة أخرى. ولأن الحركة طبيعية واحدة ، فالتحرك واحد فإذا ليس من جهة الفلك ولا من جهة الحركة الكلية أو من جهة الإرادة الكلية المحركة بل بسبب مخصص وهو إرادة مخصصة وهو تصور النفس التي له تصورا متجددا. وكما أن الأسباب المشخصات فى الأجسام الكائنة الفاسدة الحركات التي هى هيئة غير قارة. كذلك الأسباب المشخصات فى الأجسام الفلكية هيئة غير قارة وهى إرادات النفس المتجددة.
المشخص للشخص الجزئى متشخص جزئى ، وذلك يتمادى إلى ما لا نهاية. وسببها الحركة التي تفوت وتلحق. لا يحصل كل غير متناه إلى أن ينتهى إلى حركة الفلك ويكون سبب حركة الفلك إرادة النفس التي له.
صفحہ 112