فان ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الأخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا إن كانت الأولى مضمومة، أو ياءا إن كانت الأولى مكسورة نحو ائتمنه، أو ألفا إن كانت الأولى مفتوحة نحو آمن (1).
قوله عليه السلام: انتحال المبطلين (2)
انتحل الشعر وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره، ونحله القوم كمنعه نسبه إليه وهو برئ عنه. فانتحال المبطلين اشراق (3) المبطلة من المحقة شيئا من الطريقة الحقة، وجعلهم إياه نحلة لأنفسهم واسنادهم إليهم ما ليس من مذهبهم، ومحاولتهم بيان انطباق ما في الدين الحق على ما في عقيدتهم الباطلة، مثال ذلك استراق الأشاعرة من الحكماء الإلهيين استناد وجود كل ممكن إلى الواجب بالذات حقيقة، وأن قدرة الباري الواجب بالذات واختياره مما لا يوجب كثرة في جهات ذاته الاحد الحق وحيثياته كما في من عداه من المختارين، وأن ذاته الأحدية الصمدية غاية الغايات لك تقرر ووجود على الاطلاق.
ثم اسنادهم إليهم القول بنفي تأثير ممكن في ممكن وعلية ممكن لممكن بوجه من الوجوه أصلا، ونفي القول بكونه سبحانه قادرا مختارا، ونفي تعليل أفعاله تعالى بالعلة الغائية مطلقا. وهم براء عن ذلك كله فليعلم.
صفحہ 10