"فليثق" أي إذا تقرر ذلك فليثق "متأمله" أي: الناظر فيه المستبين له.
"ببلوغ أمله" أي: بحصوله على ما يؤلمه من الفوائد ويرجوه من جميل المقاصد. والأمل: الرجاء.
وبين متأمله وأمله شبه الاشتقاق، فيلحق بالجناس. "وليتلق" أي: ليستقبل، تقول: تلقيت فلانا إذا استقبلته. "بالقبول" أي: الإذعان وعدم الإنكار. "ما يرد" أي: يحضر "من قبله" أي: جهته.
وبين القبول وقبله اشتقاق أو ما يشبه الاشتقاق، فهو من الملحق بالجناس، وقد التزم في السجعتين لزوم ما لا يلزم، وهو الفتحة قبل اللام من أمله وقبله. "وليكن لحسن الظن آلفا" على زنة فاعل من قولك: ألفه يألفه كشربه يشربه، إذا اتخذه إلفا يأنس به ويركن إليه. "ولدواعي الاستبعاد مخالفا" أي: غير مجيب إلى ما تدعوه إليه من الإزراء واستبعاد أن يصدر ما رآه من الفضل عن من صدر عنه من أهله.
وفي القرينتين لزوم ما لا يلزم، وهو الاتيان باللام قبل الفاء في آلفا ومخالفا. "فقلما حلي متحل بالإستبعاد إلا بالخيبة (والإبعاد) ".
حلي: بفتح الحاء المهملة وكسر اللام -بمعنى ظفر، من قولهم: لم يحل (فلان) من فلان بطائل، أي: لم يستفد منه كبير الفائدة.
فإن قلت: المنصوص انه لا يتكلم به إلا مع الجحد، فأين هو؟
قلت: في (قلما) معنى النفي، قال أبو علي الفارسي: قلما يكون بمعنى
1 / 52